في الوقت ذاته، تتجه الأنظار إلى سوريا حيث تلقي إسرائيل باللوم على حزب الله في استغلال الأوضاع هناك لتعزيز نفوذه الإقليمي.

ملف اليوم“، ناقش مع ضيوفه أبعاد هذه التوترات، والسيناريوهات المحتملة لانهيار الهدنة أو استمرارها.

خروقات متبادلة.. تهديدات إسرائيلية وردود حزب الله

استعرض البرنامج الخروقات المتبادلة التي شهدتها الأيام الأخيرة، بما في ذلك الغارات الإسرائيلية التي استهدفت بلدة بيتلي في جنوب لبنان، والتي أسفرت عن سقوط قتلى.

وأكدت الكاتبة الصحفية سوسن مهنا، أن الاتفاق الذي وقع بين حزب الله وإسرائيل يحمل في طياته بنودًا غامضة، مما يترك المجال مفتوحًا لتفسيرات متعددة تؤدي إلى خروقات مستمرة من الطرفين.

إسرائيل وحرية العمل العسكري

ناقش المحاضر في أكاديمية الجليل الغربي موشيه العاد، السياسة الإسرائيلية المتمثلة في “حرية العمل العسكري”، حيث اعتبرت تل أبيب أن الاتفاق لا يمنعها من استهداف حزب الله داخل لبنان أو سوريا.

وأشار إلعاد إلى أن إسرائيل ترى في أي محاولات لنقل السلاح إلى سوريا أو إعادة التسلح خرقاً مباشرًا للاتفاق، مما يعطيها مبررًا لاستمرار الغارات الجوية.

دور اللجنة الخماسية في تنفيذ الاتفاق

تطرقت النقاش إلى دور اللجنة الخماسية التي تضم ممثلين عن الجيشين اللبناني والإسرائيلي، إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا وقوات اليونيفيل، في مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وأشارت مهنا إلى أن هذه اللجنة تواجه تحديات كبيرة، خاصة مع عدم وضوح آلية التعامل مع الانتهاكات، مشددة على أن اللجنة قد تكون العنصر الحاسم في تهدئة الأوضاع إذا تم تفعيل دورها بشكل جاد.

حزب الله والاتفاق.. بين التنفيذ والتحديات

أكدت مهنا أن حزب الله يجد صعوبة في تنفيذ الاتفاق بالكامل، خاصة فيما يتعلق بسحب السلاح من جنوب الليطاني، حيث يعتبر هذا السلاح جزءًا من استراتيجيته الدفاعية.

وأضافت أن الحزب يواجه ضغوطًا داخلية وإقليمية قد تؤثر على قراراته المستقبلية، لكن الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة تجعله يرد لضمان الحفاظ على توازن الردع.

موقف الحكومة اللبنانية

ناقشت الحلقة موقف الحكومة اللبنانية من التصعيد، حيث أكدت مهنا أن الحكومة تجد نفسها في وضع صعب بين الحفاظ على سيادة لبنان وضمان عدم انهيار الاتفاق.

وأشارت إلى أن الحكومة تعتمد على اللجنة الخماسية للتخفيف من التوترات، لكنها تواجه تحديات كبيرة في التعامل مع الضغط الإسرائيلي والمطالب الدولية.

سيناريوهات المستقبل

اختتم إلعاد النقاش بتقديم رؤيته لمستقبل الاتفاق، حيث أشار إلى أن الطرفين لديهما مصلحة في استمرار التهدئة، لكن التوترات المتزايدة قد تؤدي إلى تصعيد إذا لم يتم ضبط الانتهاكات.

من جهتها، أكدت مهنا أن الاتفاق قد يصمد إذا تم تطبيقه بآلية واضحة، مع ضرورة تقديم تنازلات من الجانبين لضمان استمراريته.

في ظل التصعيد المستمر والخروقات المتبادلة، يبقى مستقبل الهدنة بين حزب الله وإسرائيل رهينًا بالتوازن بين المصالح الإقليمية والدولية.

فهل تنجح الأطراف في تجنب المواجهة المفتوحة، أم أن الاتفاق سيشهد انهيارًا يعيد المنطقة إلى دائرة الصراع؟

شاركها.
Exit mobile version