السياق العام: تداخل الداخل والخارج
الإدارة السورية الجديدة تسعى للتركيز على القضايا الداخلية وتحقيق الاستقرار، كما أكد الكاتب والباحث السياسي حسام طالب خلال حديثه لـ”سكاي نيوز عربية”، الذي أوضح أن سوريا “لا ترغب في أن تكون عدوا لأحد، بما في ذلك إسرائيل”، وأنها تسعى “للسلام وتجنب إشعال أي خلافات”.
وتبرز قضية الجولان المحتل والمناطق التي دخلتها إسرائيل بعد سقوط النظام السابق كعقبة رئيسية أمام هذا الاتجاه.
في المقابل، أكد الكاتب والباحث السياسي طارق عجيب أن “التحدي الأكبر أمام الإدارة السورية الجديدة هو كيفية التعامل مع إسرائيل وتأثير ذلك على الأحداث في المنطقة”، مشدداً على أن “الصراع مع إسرائيل ليس جديدا، بل له جذور قديمة تتعلق بقضية فلسطين واحتلال الأراضي”.
تصريحات متضاربة
تصريحات محافظ دمشق الجديد، ماهر مروان، أثارت جدلا كبيرا، ففي حوار مع إذاعة أميركية، تحدث المحافظ عن “الدعوة للسلام وعدم الرغبة في تهديد أمن إسرائيل”، لكنه عاد لاحقا لينفي تلك التصريحات، مشيرا إلى أن حديثه كان يركز على “السلام الأهلي السوري”.
طارق عجيب وصف هذه التصريحات بأنها “تفتقر إلى الوضوح وغالبا ما تكون دبلوماسية موجهة لتجنب خلق توتر”.
كما انتقد “التخبط في التصريحات من قبل بعض القيادات السورية”، معتبرا أن ذلك يعكس “عدم أهلية للإدارة بسبب نقص الخبرة في السياسة الدولية”.
الجولان والمناطق المحتلة
تبقى قضية الجولان المحتل والمناطق التي دخلتها إسرائيل بعد سقوط النظام السابق حجر الزاوية في أي نقاش حول العلاقات السورية-الإسرائيلية.
حسام طالب أشار إلى أن “إسرائيل قد ترغب في إبقاء المشكلة قائمة لتبرير مخاوفها الأمنية”، لكنه لفت إلى “تراجع واضح في موقف إسرائيل”، حيث بدأت بالانسحاب من بعض المواقع الاستراتيجية في الجولان تحت ضغط دولي.
أما عجيب، فقد أكد على “حق الشعب السوري في استعادة أراضيه المحتلة وفقا للقانون الدولي”، معتبرا أن “انسحاب إسرائيل من هذه الأراضي هو شرط أساسي لبدء أي مفاوضات أو تطبيع للعلاقات”.
الفرص والتحديات
رغم التعقيدات، يرى حسام طالب أن “هناك فرصة لتحقيق السلام وأمن إسرائيل من خلال الالتزام بإعادة الحقوق إلى سوريا”، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن “الجميع في سوريا يسعى لتحقيق السلام، ولكن هناك فرقا بين السلام والاستسلام”.
من ناحية أخرى، يعتقد طارق عجيب أن “التاريخ يوضح أن الحروب هي التي تحقق الإنجازات وليست الدبلوماسية”، داعيا إلى التركيز على “الاستقرار الداخلي بدلا من الاعتماد على الأطراف الخارجية”.