حذر خبيران تحدثا لموقع “سكاي نيوز عربية” من الخرطوم، من مغبة استغلال قوى الإسلام السياسي للصراع المحتدم داخل الدولة، لتنفيذ مصالح خاصة بالتنظيم في مقدمتها العودة للسلطة.
حسب الخبيرين، تحاول قوى الإسلام السياسي في الوقت الراهن سكب المزيد من البنزين على النيران المشتعلة بين الجيش وقوات الدعم السريع، لتمديد عمر الصراع إلى أقصى درجة، ونسف أي سبل للتفاهمات السياسية من شأنها أن تعيق مخططات التنظيم.
تغيير طبيعة الصراع
في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية”، يقول الباحث السوداني، رئيس منصة الدراسات الأمنية وأبحاث السلام إبراهيم ناصر:
- ظهور المجموعات المؤدلجة، خاصة تيارات الإسلام السياسي، ومحاولتها تنفيذ أجندة مصالح خاصة في ضوء مشهد الصراع الراهن في السودان، يعدان أمرا غاية في الخطورة.
- تعيق تحركات الإسلاميين في السودان جهود التهدئة ووقف الصراع بين الطرفين.
- الإخوان يحاولون تأجيج الصراع وتفكيك المؤسسة العسكرية بإحداث انقسامات جذرية داخل الجيش.
- تيارات الإسلام السياسي تحاول في الوقت الراهن تحويل الصراع بين قوتين، إلى صراع أيديولوجي عميق، وهو ما يعقد أزمة السودان.
بداية عودة الإسلاميين للمشهد
من جانبه، يقول الكاتب والمحلل السياسي السوداني عبد الجليل سليمان، لموقع “سكاي نيوز عربية”:
- إن الحركة الإسلامية قد عادت إلى المشهد السوداني منذ الانقلاب على حكومة عبد الله حمدوك في 25 أكتوبر 2021.
- منذ ذلك التاريخ، سمح قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، بممارسة النشاط السياسي للحركة الإسلامية، لذلك انعقد مؤتمر الحركة الإسلامية، وكان منطلقا لعودة الإسلاميين إلى عدة مناصب داخل الدولة.
- عودة الإسلاميين للمشهد منذ ذلك التاريخ تعد أحد الأسباب المحورية للحرب الدائرة اليوم في السودان.
- تم تمكينهم من جديد وإعادتهم للواجهة، وهم الآن من يديرون الحرب في الصفوف الأولى.
- حتى البيانات التي تصدر اليوم بخصوص الصراع الدائر يطفو عليها أسلوب جماعة الإخوان.
الهدف تفكيك السودان
أول المخاطر المحتملة لعودة الإسلاميين للمشهد السياسي الراهن في البلاد، حسب سليمان:
- تتمثل في تفكك السودان، “لأن الشعب السوداني بكل أطيافه السياسية والاجتماعية يرفضون عودة التنظيم باستثناء مؤيديه وأنصاره”.
- عودة الإخوان اليوم للمشهد السوداني تعد عودة بالقوة الجبرية
- أحد أهم المؤشرات على عودة الإخوان قبل عامين هو قرار تجميد عمل لجنة تفكيك أموال الإخوان، من جانب الفريق عبدالفتاح البرهان.
الوقيعة بين الجيش وقوات الدعم السريع
- يقول سليمان إن عناصر تنظيم الإخوان المسؤول الأول عن الحرب الدائرة اليوم في السودان بعد أن نجحوا في الوقيعة بين قوات الجيش والدعم السريع، وما زالوا يحاولون إشعال المزيد من الأزمات وتمديد الصراع، من أجل تفكيك الطرفين لصالح أجندتهم الخاصة.
- حقق الإخوان اليوم هدفا مهما جدا بالنسبة إليهم يتعلق بإشعال الصراع بين الجيش وقوات الدعم، وفي الوقت الراهن حققوا مجموعة من المكتسبات في مقدمتها إطلاق صراح قياداتهم من السجون.
خطر على دول الجوار
- يرى عبد الجليل أن تحركات القوى الإسلامية داخل السودان تمثل خطرا كبيرا على دول الجوار الإفريقي، خاصة أن أجندة الجماعة عابرة للحدود وتستهدف صناعة الفوضى والعنف بعدة دول.
- يحذر سليمان من تعاون محتمل بين التنظيمات الإسلامية المتطرفة داخل السودان وخارجه، مثل بوكو حرام وداعش وغيرهما، ما يشكل خطرا حقيقيا على دول الجوار.