وقبل أن يكمل العدد القليل من الرجال مراسم دفن ابو سمرة، تفاجأ حراس لإحدى البنايات القريبة بانبعاث رائحة من مبنى مجاور ليكتشفوا انها لجثمان الطبيبة ماجدولين، إحدى أشهر استشاري التخدير في السودان والتي ظلت لأكثر من ثلاث أيام تحت الأنقاض بعد تعرض منزلها للقصف.

 ولليوم الخامس والعشرين على التوالي، ظل الحي ومعه عدد من الأحياء المجاورة بلا ماء ولا كهرباء، ويكاد يخلو تماما من الحركة في ظل حالة من الرعب والخوف الشديد في أوساط العدد القليل جدا من السكان الذي ظل باقيا في الحي الذي كان قبل الحرب واحدا من أكثر مناطق العاصمة السودانية حيوية، حيث يعتبر مقرا لأكثر من 80 في المئة من البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية العاملة في البلاد.

ويعبر رجل الأعمال خالد صالح وهو من قدامى سكان الحي عن الصدمة الكبيرة التي ألمت به وبجيرانه، ويقول لموقع سكاي نيوز عربية “لم نتوقع مثل هذا المصير المأساوي، فقد اضطررنا تحت ضغط القصف العنيف وزخات الرصاص المتواصلة إلى ترك بيوتنا التي عشنا فيها طفولتنا وشبابنا”.

ويضيف “حتى جيراننا الذين توفيو أو قتلوا لم نتمكن من تشييع جثامينهم”.

 ويشير صالح إلى ان الحي وبسبب قربه الشديد من قيادة الجيش والمطار والمناطق العسكرية، أصبح من أخطر المناطق التي يمكن أن يعيش فيها الناس في ظل الحرب الحالية.

ويبدي صالح حزنه الشديد لما وصل إليه حال سكان الحي وغيره من الأحياء القريبة مثل أركويت وبري، حيث فقد الناس بيوتهم التي تعرضت للنهب والتخريب.

ولكل من سكان الحي مأساة تحكي حجم الدمار والحزن الذي خلفته الحرب، ويقول جمال البالغ من العمر 55 عاما وهو من مواليد الحي إن الأخبار المؤلمة ظلت تتوارد اليه منذ فراره من الحي قبل نحو 20 يوما، مشيرا إلى تعرص منزله للنهب والتخريب الكامل في ظل غياب تام للشرطة أو اي جهة تحفظ الأمن.

وفي ذات السياق، تقول أميمة إن أحد أقاربها الذين يسكتون الحي لم يجد من يدفنه فاضطر ابنه لحمل جثمانه على السيارة والذهاب به إلى حي بعيد يقيم فيه بعض أقاربه للاستعانة بهم لدفنه.

شاركها.
Exit mobile version