يطلق خبراء ليبيون في تعليقهم لموقع “سكاي نيوز عربية” تحذيرا من أن يكون فيما يحدث “مؤامرة” لدفع دول أجنبية لتدخل مباشر في ليبيا.
ما الذي حدث؟
- لم تكد الأمور تهدأ في مدينة الزاوية غربي ليبيا، بعد تداول مقاطع فيديو تعذيب شباب على يد مرتزقة أفارقة، أواخر أبريل، حتى بدأ تداول مقطع فيديو على نطاق واسع لواقعة اعتداء جديدة في صرمان، التي لا تبعد عن الزاوية أكثر من 10 كيلومترات.
- ظهر في الفيديو شخص يرتدي زيا مموها، وهو يستوقف سيدة ويعتدي عليها بالضرب في محاولة لسرقتها.
- مصادر محلية أشارت إلى أن المعتدي مهاجر غير شرعي من دولة في إفريقيا، ومتورط بالعمل كـ”مرتزق” لدى إحدى الميليشيات.
- في مارس الماضي، ألقت مديرية أمن مدينة تاجوراء، شرق طرابلس، القبض على 15 تشاديا بعد انتشار فيديو لهم يعذبون شخصين قيل إنهما ليبيان.
رد فعل أهالي الزاوية
- ردت مدينة الزاوية في أبريل باحتجاجات واسعة على الانفلات الأمني، بعد تداول فيديو لتعرّض شباب “للضرب بالسياط والشتم” على يد وافدين أفارقة “تابعين لميليشيات مسلحة”؛ حيث أغلق الحراك الشعبي جميع المؤسسات في المدينة وطرد تشكيلات مسلحة.
- تقدم وفد من أهالي المدينة بمطالبهم إلى رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، لاستعادة الاستقرار، مؤكدين في بيانهم الأخير “استمرارهم في الإضراب والاحتجاج إلى حين مواجهة انتشار التشكيلات المسلحة، وأوكار بيع المخدرات، وتهريب والوقود، بالإضافة إلى النشاط غير المشروع المرتبط بالهجرة غير الشرعية”.
غياب الدولة
تعكس “واقعة صرمان” وما سبقها من “فيديوهات التعذيب” عمق الأزمة التي يعيشها الغرب الليبي، في ظل غياب مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية. وفي هذا الصدد يقول المحلل السياسي الليبي، عز الدين عقيل:
- “لن يقف الأمر عند هذا الحد؛ لأنّ مرتكبي تلك الانتهاكات سيواصلون استغلال انعدام الدولة”.
- “في الأمر مؤامرة، غرضها إشعال غضب الليبيين ليقوموا بانتفاضة وردود فعل ضد المهاجرين غير الشرعيين والمرتزقة المحسوبين عليهم، ثم توجيه اتهامات لليبيين بالعنصرية؛ كي تتخذ أطراف دولية بعينها هذه التهمة ذريعة للتدخل المباشر في شؤون ليبيا”.
- “كان على الدول الغربية أن تلعب دورا فاعلا في استقبال المهاجرين، خاصة أنها أكثر المستفيدين من موارد دول إفريقيا جنوب الصحراء، لكن العكس هو ما حدث، بل وتصد موجات الهجرة الذاهبة إليها”.
يشار إلى أن أزمة المهاجرين في ليبيا تفاقمت بعد الفوضى المسلحة التي ضربت البلاد عام 2011، وزادت أعدادهم بدرجة غير مسبوقة، إما باستقدام العصابات والميليشيات لهم للعمل كمرتزقة وفي الجريمة المنظمة، أو اضطرار بعضهم للبقاء في ليبيا بعد فشلهم في عبور البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا.
الاستقرار شرقا
من جانبه، يقارن الخبير العسكري محمد الصادق، بين الوضع في شرق ليبيا وغربها من الناحية الأمنية، قائلا:
- “الاستقرار وغياب مثل هذه الحوادث شرقا يعودان لوجود جيش وطني، دفع تضحيات كبيرة ليكفل الأمن، بينما تعيث الميليشيات في الغرب فسادا”.
- “أدعو أهالي المنطقة الغربية إلى أن يأخذوا زمام المبادرة، ويكونوا قادرين على لفظ المجموعات المسلحة والميليشيات”.
يذكر أنه سبق أن سعى الجيش الليبي إلى تحرير غربي البلاد من الميليشيات في عامي 2019- 2020، إلا أن تدخل أطراف أجنبية بالدعم العسكري والسياسي لهذه الميليشيات، أبقى الوضع على ما هو عليه.