انتشرت التساؤلات الآن حول “فعالية تقنية التحكم بالغواصة”، بعد الكارثة التي وقعت قبل أيام.

وأعلن خفر السواحل الأميركي، الخميس، العثور على حطام الغواصة “تيتان”، التي كانت تقل 5 أشخاص في رحلة إلى السفينة تيتانيك التي غرقت قبل أكثر من 100 عام، وأن دمارها سببه “انفجار داخلي كارثي” أودى بحياة جميع من كانوا على متنها، لتنتهي بذلك عملية بحث متعددة الجنسيات استمرت 5 أيام.

من بين الركاب، ستوكتون راش، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “أوشن غيت إكسبيديشنز”، التي تدير الغواصة المفقودة، وكان هو قائدها خلال الرحلة.

كيف يتم التحكم في تيتان؟

لا يعد نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) خيارا عندما تغوص الغواصات في أعماق عميقة مثل تيتان.

بدلا من ذلك، يسمح نظام الرسائل النصية الخاص للطاقم بتلقي التعليمات من الفريق على السفينة السطحية أعلاه.

على متن الغواصة، يوجه القائد الحركة بناء على هذه التعليمات، باستخدام ذراع تحكم ألعاب فيديو معدلة.

وقال راش في حديث لشبكة سي بي إس نيوز العام الماضي، إن تجربة الغواصة “لا ينبغي أن تتطلب الكثير من المهارة”.

هل هذا أمر شائع؟

يقول ستيف رايت، الأستاذ المساعد في هندسة الطيران بجامعة غرب إنجلترا، إن العديد من الطائرات والسفن البحرية يتم التحكم فيها جزئيا بواسطة ما يشبه جهاز التحكم في ألعاب الفيديو.

رايت عمل مع كل من الطائرات المأهولة وغير المأهولة ويقول إن أجهزة مماثلة تستخدم في كليهما. لكن الأجهزة التي وصفها أكثر تقدما قليلا من ذراع التحكم العادي في “إكس بوكس” أو “بلاي ستيشن”.

وقال رايت: “بمعنى ما، هذه الأذرع الصغيرة التي تراها تشبه أجهزة التحكم في ألعاب الفيديو، من المهم التأكيد على أنها مصنوعة بمستوى أعلى بكثير من الموثوقية والجودة من مجرد وحدة تحكم إكس بوكس العشوائية”.

تساؤلات حول تقنيات الغواصة

خبير التقنية المصري، الدكتور محمد حنفي، قال لموقع “سكاي نيوز عربية” إن المشكلة ليست في ذراع تحكم ألعاب الفيديو، فهو في النهاية ذراع تحكم، ولكن الأهم أن تكون شبكة الربط بينه وبين الغواصة فعالة وتجعله يمكن الاعتماد عليه في التحكم عن بعد وعلى هذا العمق.

وأوضح أن ذراع التحكم في ألعاب الفيديو وحده ليس كافيا للقيام بتلك المهمة الصعبة، ولكن العوامل المساعدة وشبكة الربط هي التي تحقق له تلك الاعتمادية.

وأشار إلى أنه بالقطع يجب إجراء الاختبارات اللازمة قبل الاعتماد على تلك الأداة، فضلا عن مراعاة اختلاف البيئة التي تستخدم فيها، فمواصفات كل أداة تقنية تختلف حسب طبيعة المكان الذي تستخدم فيه، فمثلا الكاميرات التي تستخدم للتصوير في البر تختلف تماما عن الكاميرات التي تصور الأعماق البحرية، وهكذا.

تجدر الإشارة إلى أن البحرية الأميركية أثارت جدلا واسعا عام 2017 حينما أعلنت عن بدء استخدام أذرع إكس بوكس 360 للتحكم عن بعد في غواصات “فيرجينيا كلاس” التي تعد من أكثر الغواصات المتطورة بالبحرية الأميركية، لما تتمتع به من تكنولوجيا ملاحة متقدمة.

والخميس أعلن خفر السواحل الأميركي العثور على حطام الغواصة “تيتان”، التي كانت تقل 5 أشخاص بينهم شاه زاده وابنه سليمان داود في رحلة لاستكشاف سفينة “تيتانيك” التي غرقت قبل أكثر من 100 عام، مؤكدا أن دمارها سببه “انفجار داخلي كارثي” أودى بحياة جميع من كانوا على متنها.

شاركها.
Exit mobile version