ويتوافق ذلك مع ما ذكرته صحيفة “الغارديان” البريطانية، أنه في ظل الاضطرابات التي يشهدها البحر الأحمر، بسبب هجمات المتمردين الحوثيين على سفن عند الساحل الغربي لليمن، قامت أكثر من 100 سفينة حاويات بتغيير مسارها، لتبحر عبر رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا، متجنبة طريقها المختصر عبر قناة السويس.

ووفق ربيع الذي تحدث عن تداعيات تلك التوترات على الحركة الملاحية بقناة السويس، فإنه منذ بداية الأحداث واختطاف أول سفينة في 19 نوفمبر الماضي وحتى 20 ديسمبر الجاري، تم الإبلاغ عن تغيير 115 سفينة وجهتها من قناة السويس إلى طريق رأس الرجاء الصالح، معتبرًا أن ذلك “لا يمثل تأثيرًا كبيرًا بالنظر لمعدل المرور اليومي من القناة، طالما لم يتصاعد الوضع”.

وأوضح ربيع في تصريحات تلفزيونية محليّة، أن متوسط عدد السفن العابرة في القناة يومياً يقدر بين 72 إلى 74 سفينة يومياً، بحمولات تبلغ نحو 4.2 مليون طن بضائع، وبالتالي فعدد السفن التي غيرت اتجاهها لا تتعد 0.04 بالمئة.

ومع ذلك، أكد أن “الأوضاع في قناة السويس إلى الآن لم تتأثر بالتوترات في البحر الأحمر بشكل كبير، إذ تظل المرر الآمن والأسرع بالمقارنة بغيره من الممرات، لأنها توفر بين 10 إلى 14 يوماً بالمقارنة بطريق رأس الرجاء الصالح الذي يؤدي المرور عبره لزيادة استهلاك الوقود فضلاً عن المخاطر التي تحيق بمرور الشاحنات البحرية”.

ولفت إلى وجود “خلية أزمة” لمتابعة هذه التطورات في البحر الأحمر ودراسة تأثيرها على القناة بشكل دوري.

اهتمام متزايد.. وتأثير متصاعد

وسبق أن قالت شركة “كوهني وناجل” (Kuehne and Nagel) للنقل والخدمات اللوجستية، والتي تتخذ من سويسرا مقرا لها، إنها حددت 103 سفن غيّرت مسارها بالفعل، حيث من المتوقع أن تعبر المزيد من الناقلات عبر مسار رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا.

ويؤدي التغيير في المسار إلى زيادة حوالي 6000 ميل بحري إلى الرحلة التجارية المعتادة بين آسيا وأوروبا، مما قد يضيف 3 أو 4 أسابيع تأخير على أوقات تسليم البضائع.

كما تم تحويل مسار ناقلات النفط والغاز، حيث أكد شركة بريتيش بتروليوم (BP) علنًا بأنها فعلت ذلك.

من جانبه، أوضح نائب رئيس هيئة قناة السويس الأسبق، المهندس وائل قدور، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أنه إذا استمرت أزمة الهجمات في البحر الأحمر لفترة بسيطة فسيكون تأثيرها محدودًا، بينما إذا طال أمد الأزمة “فبالتأكيد سيكون لها تأثير ملموس أكبر”.

وقال قدور إن ذلك يأتي “بالنظر لإعلان شركات شحن عملاقة من بينها “إم إس سي” وقف رحلاتها عبر البحر الأحمر، كما دخلت شركة بريتيش بتروليوم على الخط وغيرت مسار ناقلاتها من النفط والغاز، وبالتالي فطول فترة هذه الأزمة يزيد من التأثيرات”.

وليس ذلك فحسب، إذ يتخوف نائب رئيس هيئة قناة السويس الأسبق من اتساع دائرة الحرب واشتراك أطراف أخرى في الهجمات بالبحر الأحمر، بما يُهدد حركة التجارة الدولية برُمتها، فضلًا عن التأثيرات الواسعة على الاقتصاد العالمي، بارتفاع أسعار المنتجات، وتكلفة تأمين الشاحنات.

وبشأن اتجاه 115 سفينة لرأس الرجاء الصالح، أشار قدور إلى أنه “بلا شك كان من المفترض أن تمر تلك السفن عبر قناة السويس، لكنهم اتخذوا الطريق البديل عبر رأس الرجاء الصالح مع مقاطعة التحالفات الكبرى للبحر الأحمر”، مؤكدًا أن الطريق البديل يحتاج لمدة أطول تصل لأسبوعين في المرور بالمقارنة بقناة السويس، وبالتالي استهلاك وقود أكبر في حدود من 250 لـ 300 طن يومياً، وزيادة تكلفة التشغيل، ما يرفع من تكلفة الرحلة.

واختتم حديثه بالقول: “إذ توقفت حرب غزة، ستنتهي هذه الأزمة”.

وتعد إيرادات الرسوم التي يدفعها أصحاب السفن مصدرا مهما للدخل بالنسبة للاقتصاد المصري، وبلغت مستوى قياسيا عند 9.4 مليار دولار في العام حتى 30 يونيو.

كما يمكن للقناة استيعاب أكثر من 60 بالمئة من إجمالي الأسطول العالمي للناقلات عند تحميلها بالكامل، وأكثر من 90 بالمئة من ناقلات البضائع السائبة. ويمكنها أيضا استيعاب جميع ناقلات الحاويات وناقلات السيارات وسفن البضائع العامة.                 

شاركها.
Exit mobile version