تمنع بعض الولايات الأمركية الإجهاض، ولكن، ماذا يحصل عندها تتلقى مريضة الخدمة الطبية -عن بعد وهي في ولاية تمنع الإجهاض- من طبيب يعمل في ولاية لا تمنع الإجهاض؟ يركز معارضو تحديد النسل على جعل الوصول إلى حبوب الإجهاض أكثر صعوبة، مع العلم أن تلك الحبوب هي أكثر وسيلة تلجأ لها الأمريكيات للتخلص من الحمل.

اعلان

رفع مكتب المدعي العام في تكساس كين باكستون دعوى قضائية ضد طبيبة في نيويورك هذا الشهر على أساس أنها انتهكت قانون تكساس بوصفها حبوب الإجهاض لمريضة عبر تقديم الخدمة الطبية عن بعد.

إنها أول دعوى قضائية من هذا النوع، ويمكن أن تكون بمثابة اختبار لقانون نيويورك الذي يهدف إلى حماية الأطباء الذين يصفون الأدوية للمرضى بالولايات التي تحظر الإجهاض.

في التفاصيل، تم رفع القضية ضد الدكتورة ماغي كاربنتر التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، بزعم أنها وصفت حبوبًا وأرسلتها إلى امرأة في تكساس. ليستخدم المدعى العام استراتيجية جديدة في معركة حبوب الإجهاض. وإذا نجحت تكساس في إقناع قاض بمنع كاربنتر من وصف الحبوب في الولاية، فمن غير الواضح ما الذي سيحدث بعد ذلك.

قال ديفيد كوهين أستاذ في كلية توماس ر. كلاين للقانون بجامعة دريكسل، إن قانون الحماية في نيويورك سيمنع تطبيقه في نيويورك نفسها.

ولكن يتوقع كوهين أن أي حكم سيصدر لن يكون له تأثير كبير جدا على الأطباء الآخرين، الذين يصفون أدوية للمرضى خارج الولاية. وقال: “يبدو أنهم لا يخشون المخاطر القانونية”.

وشبّه الموضوع بالمخدرات غير المشروعة التي تبقى متاحة طالما أنها مطلوبة، عندما قال إن باكستون “سيسد ثغرة واحدة إذا نجح. لا توجد طريقة لسدها جميعًا”.

قضية سابقة غيرت المجريات

كانت هناك قضية تعرف بـ”رو ضد وايد” ألغتها المحكمة العليا الأمريكية في عام 2022، ومن بعدها، فُتح الباب أمام الولايات لحظر الإجهاض، وانتشرت حالات الإجهاض باستخدام الأدوية بنسبة تفوق 50% من مجموع الحالات. فبحلول العام الماضي، جرى ما يقارب من ثلثي حالات الإجهاض عن طريق الأدوية، وفقًا لإحصاء أجراه معهد غتماشر وهو منظمة بحثية تدعم الإجهاض.

كما وجدت دراسة استقصائية أجريت لصالح جمعية تنظيم الأسرة أنه بحلول النصف الأول من عام 2024، شكلت الوصفات الطبية لحبوب الإجهاض عبر تقديم الخدمة الطبية عن بعد وإرسال الأدوية بالبريد إلى المرضى، حوالي عُشر حالات الإجهاض في الولايات المتحدة.

ارتفع هذا الرقم بسرعة منذ عام 2023، عندما بدأت بعض الولايات التي يسيطر عليها الديمقراطيون في تبني قوانين تسعى إلى حماية الأطباء داخل حدودها، وتحديدا أولئك الذين يصفون حبوب الإجهاض عن بعد للمرضى في الولايات التي يُحظر فيها الإجهاض.

وقالت أوشما أوبادياي أستاذة في مركز الصحة والمجتمع وجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو: “كان التطبيب عن بعد للإجهاض يعتبر نجاحًا كبيرًا”.

يذكر أن نيويورك واحدة من ثماني ولايات على الأقل تطبق قانونا يحمي الأطباء الذين يصفون حبوب الإجهاض للمرضى في الولايات التي تحظر ذلك.

وينتاب المدافعين عن حقوق الإجهاض قلقٌ من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، خشية من أنها قد تتخذ إجراءات لتقييد إمكانية الوصول إلى الأدوية المتعلقة بالإجهاض، إذا اختارت هذا التوجه.

في المقابل، يتخذ المسؤولون المناهضون للإجهاض خطوات أخرى، من خلال التشريعات والدعاوى القضائية.

المصادر الإضافية • أ ب

شاركها.
Exit mobile version