توالت ردود الأفعال المحلية والدولية التي تدين مجزرة روسيا في جسر الشغور بريف إدلب والتي راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى، فيما غضّت وسائل إعلام عربية الطرف عن المجزرة، متبنّية رواية ميليشيا أسد.

وأمس الأحد، أعلنت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، ارتفاع حصيلة ضحايا المجزرة التي ارتكبتها الطائرات الحربية الروسية لـ9 قتلى و61 جريحاً، بينهم أطفال، وهي حصيلة أولية من المتوقع أن تشهداً ارتفاعاً، نظراً لوجود العديد من الحالات الحرجة بين المصابين.

وأكدت المنظمة أن أغلب الضحايا عمال ومزارعون كانوا يعملون في سوق للخضراوات ملاصق للمكان المستهدف.

إدانات محلية ودولية وصمت عربي

وأدان رئيس البعثة الأوروبية لسوريا، دان ستوينسكو، التصعيد العسكري الروسي الأخير على مدينة إدلب وريفها.

وقال ستوينسكو، في تغريدة له على “تويتر”: “لسوء الحظ، قُتل مدنيون أبرياء مرة أخرى في سوريا على يد روسيا. على خلفية الفوضى العسكرية في روسيا، ألقت طائرات سوخوي الروسية قنابل على سوق للخضار في جسر الشغور، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن عشرة مدنيين، وإصابة أكثر من 40 شخصاً. مرة أخرى نشهد هجمات عشوائية على المدنيين السوريين. يجب أن يتوقف مثل هذا السلوك المارق”. 

فيما أدان المبعوث الألماني إلى سوريا، ستيفان شنيك، المجزرة وقال في تغريدة على تويتر: “تدين ألمانيا بشدة هذه الضربة الجوية المروعة في إدلب، والتي قتلت وجرحت العديد من المدنيين الأبرياء. نحزن على أسر الضحايا. يجب ألا يتعرض المدنيون تحت أي ظرف من الظروف للهجوم، ويجب حمايتهم على الجميع. يجب محاسبة جميع الجناة المشاركين في هذه الجرائم”.

من جانبها، دانت الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي في سوريا في بيان المجزرة، وقالت: “نستنكر هذه الجريمة البشعة بحق المدنيين الأبرياء، نهيب بالمجتمع الدولي، وخاصة الأطراف الفاعلة، بالتحرك السريع لوضع حد نهائي لهكذا جرائم، والإسراع في تنفيذ خطوات الحل السياسي الدولي المنشود للقضية السورية وفق قرارات مؤتمر جنيف والقرار الأممي 2254 لوقف الانتهاكات والمظالم بحق شعبنا السوري التواق للحرية ولتحقيق السلام في البلاد”.

أما فريق “منسقو استجابة سوريا” فقد اعتبر في بيانٍ له، أن غياب الملاحقات القانونية عن الجرائم التي ترتكبها ميليشيا أسد وروسيا، بحق المدنيين في إدلب، والانتهاكات المستمرة من قبل “الضامن الروسي”، ساعده على ارتكاب المزيد من الانتهاكات وعمليات التصفية الممنهجة، بحق السكان. 

واعتبر الفريق أن “لغة الإدانات الروتينية من قبل المنظمات الدولية والحقوقية والمجتمع الدولي لم تعد مجدية في إيقاف الأعمال الارهابية التي تقوم بها ميليشيا أسد وروسيا، ولا بد من تقديم المسؤولين عن تلك الأعمال الوحشية إلى المحاكمة والمحاسبة القانونية ضمن المحاكم الدولية لجرائم الحرب”.

وفي حين يتم الحديث عن مأساة إنسانية يتعرض لها شعب أعزل أمام بطش ميليشيات أسد وروسيا التي شردت الشعب السوري ونكلت به، لم تتطرق أغلب وسائل الإعلام العربية خاصة الخليجية للمجزرة، واكتفت تلك الوسائل بنقل رواية النظام حول استهدافه لما قال إنها “مجموعات إرهابية مسلحة” في المنطقة.

قصف القرداحة

ويأتي التصعيد من قبل ميليشيا أسد على المنطقة بعد قصف بالطائرات المسيرة استهدف مدينة القرداحة زعمت وكالة أنباء أسد أن مصدره مناطق المعارضة في شمال اللاذقية، فيما كشفت شبكات وصفحات محلية أن المسيّرتين اللتين استهدفتا محيط القرداحة تعودان إلى الميليشيات الإيرانية المتمركزة قرب المحافظة.

والجمعة، ذكرت الشبكة الموالية “رحمو نيوز” في منشور على فيسبوك أن ما حدث في القرداحة هو اختراق أمني تتحمل مسؤوليته من سمتها بـ (القوات الرديفة) في إشارة للشبيحة التابعين لميليشيا الرابعة المسؤولين عن حماية المنطقة من أي هجمة مسلحة.

وفضحت الشبكة الموالية ضباط أسد الذين تكتموا على الحادث وحقيقة مصدر الهجوم، وأن خلافات حادة وقعت بينهم حول الرد على هجوم المسيرات الإيرانية واستهدافها لمسقط رأس (بشار الأسد)، مؤكدة أن اتصالات مكثفة جرت بين نائب قائد ميليشيا الفرقة الرابعة اللواء “علي محمود” واللواء “زكي السعيد”،  إضافة إلى “علي الأسد” ابن عم زعيم عصابة المخدرات.

شاركها.
Exit mobile version