بقلم: يورونيوز
نشرت في
بحسب التحقيق الذي أجرته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي فيريفاي” استنادًا إلى صور أقمار صناعية حديثة، دمّرت إسرائيل أكثر من 1500 مبنى منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 10 تشرين الأول/ أكتوبر.
التحليل، الذي نُشر الأربعاء، ركّز على المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية خلف ما يُعرف بـ“الخط الأصفر”، وهو الخطّ الذي جرة ترسيمه ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.
أظهرت الأدلة البصرية أن أحياءً بأكملها سوّيت بالأرض خلال أسابيع، بما في ذلك منازل كانت تبدو سليمة قبل بدء عمليات الهدم، وقد كشفت صور من خان يونس ورفح أيضًا عن اختفاء بساتين وحدائق ومبانٍ سكنية بالكامل.
وأوضحت “بي بي سي” أنها استخدمت خوارزمية لكشف التغييرات في الصور الرادارية قبل وبعد وقف إطلاق النار لتحديد المناطق التي تعرّضت للتدمير، ثم أجرت عدًّا يدويًا للمباني المهدّمة بشكل واضح.
وأشارت الهيئة إلى أن العدد الفعلي للمباني المدمّرة قد يكون أعلى بسبب غياب صور بعض المناطق.
وفي أحدث خرق للهدنة، فجّر الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء مواقع شرق خان يونس قبل أن تمطر الطائرات الحربية والمسيّرات المنطقة بسلسلة غارات مكثفة. كما نفّذت المقاتلات ما يُعرف بـ”الأحزمة النارية” شمال بيت لاهيا داخل “الخط الأصفر”، بينما فتحت الزوارق الإسرائيلية نيرانها باتجاه سواحل غزة.
خروق متكرّرة للاتفاق
أثارت عمليات الهدم، التي بدت متعمّدة وواسعة النطاق بحسب التحقيق، تساؤلات قانونية حول ما إذا كانت إسرائيل تنتهك شروط وقف إطلاق النار الذي رعته الولايات المتحدة بدعم من مصر وقطر وتركيا.
نصّ الاتفاق بوضوح على تعليق “جميع العمليات العسكرية، بما في ذلك القصف الجوي والمدفعي”، غير أن مسؤولين إسرائيليين سابقين برّروا استمرار العمليات داخل “الخط الأصفر” بأنها لا تُعدّ خرقًا للاتفاق، بحجة أن تلك المناطق ما زالت تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، وأن “تفكيك البنية التحتية للإرهاب جزء من التفاهمات الأمنية”، بحسب زعمهم.
وقد تضمنت خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بندًا ينص على تفكيك الأنفاق والمنشآت العسكرية في غزة تحت رقابة دولية مستقلة، لكن مراقبين يؤكدون أن إسرائيل بدأت عملياتها دون وجود تلك الرقابة، فيما تواصل واشنطن الحديث عن “هدنة مستقرة”. ومع ذلك، يبقى تدمير الممتلكات المدنية انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني ويقوّض فرص التهدئة وأي تسوية سياسية محتملة.
أزمة إنسانية متواصلة
قالت منظمة “أطباء بلا حدود” إن المدنيين ما زالوا يسقطون يوميًا برصاص الجيش الإسرائيلي رغم “الهدنة الهشة”، خصوصًا قرب الخط الأصفر.
وتُظهر أحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة مقتل 245 فلسطينيًا وإصابة 623 آخرين منذ بدء سريان وقف إطلاق النار. كما تؤكد منظمات أممية أن إسرائيل تعرقل دخول المساعدات وتمنع وصول المواد الأساسية.
وفي المقابل، أفاد موقع “واللا” الإسرائيلي بأن السلطات قررت فتح معبر “زيكيم” شمال غزة اليوم الأربعاء، بعد موافقة المستوى السياسي، للسماح بدخول شاحنات الإغاثة، رغم أنها خطوة تُعتبر غير كافية أمام حجم الكارثة الإنسانية المستمرة.

