وضعت الأمم المتحدة روسيا وقواتها المحتلة على القائمة السوداء السنوية بسبب ما سمته قتل الأطفال ومهاجمة المدارس والمستشفيات في أوكرانيا، فيما وصف الأمين العام “أنطونيو غوتيرش” في تقرير له ما تقوم به موسكو من انتهاكات بالمروع والصادم.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن غوتيريش قوله إن روسيا ارتكبت عدداً كبيراً من “الانتهاكات الجسيمة” ضد الأطفال في أوكرانيا العام الماضي بما فيها الهجمات على المدارس والمشافي، كما قامت باحتجاز الأطفال ونقل بعضهم إلى روسيا، الأمر الذي يبعث على القلق.
وأشارت الوكالة إلى أن غوتيريش ذكر في تقريره الواسع النطاق أن الأطفال في العام الماضي تأثروا بشكل غير متناسب بالنزاع، وأن الأمم المتحدة تحققت من الانتهاكات الجسيمة ضد 13,469 طفلاً، بينهم 2985 قد قتلوا، وذلك في 24 دولة ومنطقة.
وبيّن التقرير أن القوات المسلحة الروسية والجماعات التابعة لها نفذت 480 هجوماً على المدارس والمستشفيات، وقامت بقتل الأطفال لا سيما من خلال القصف والضربات الجوية على المدن والبلدات، حيث قضى 136 طفلًا أوكرانيًا وجُرح 518 آخرون، موضحاً أن الانتهاكات الجسيمة شملت أيضاً تجنيد المقاتلين الصغار واستخدامهم إضافة إلى العنف الجنسي والاختطاف.
وتابع أن الانتهاكات بحق الأطفال زادت بشكل كبير في كل من سوريا والكونغو وإسرائيل والصومال والسودان، لافتاً إلى أن القوات الحكومية في تلك الدول مسؤولة بشكل أساسي عن قتل وتشويه الأطفال والهجمات على المدارس والمستشفيات ومنع وصول المساعدات الإنسانية.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية زادت من الضغط على روسيا عندما أصدرت مذكرات توقيف في 17 آذار الماضي بحق الرئيس “فلاديمير بوتين” ومفوضة حقوق الطفل الروسية “ماريا لفوفا بيلوفا” متهمة إياهم باختطاف أطفال من أوكرانيا.
استهجان واستنكار
وفيما يخص فلسطين، قالت “أسوشيتد برس”: إن الأمين العام لم يضع إسرائيل على القائمة السوداء على الرغم من الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها ضد 1139 طفلاً فلسطينياً، بما في ذلك 54 طفلاً تم قتلهم العام الماضي، وبدلاً من ذلك رحّب بمشاركة إسرائيل مع المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة للأطفال.
من جهته اتهم “رياض منصور” السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة غوتيريش بأنه “ارتكب خطأً كبيراً” عندما لم يدرج من سماها الحكومة الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل على القائمة السوداء معتبرا أنه أمر محبط للغاية للشعب والأطفال الفلسطينيين.
مجازر روسيا ضد السوريين
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أصدرت في وقت سابق تقريراً عن انتهاكات الاحتلال الروسي منذ بدء تدخله العسكري في سوريا، حيث وثّقت فيه أبرز الانتهاكات ضد المدنيين والتي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، مؤكدة أن موسكو تسببت بمقتل 6943 مدنياً بينهم 2044 طفلاً و977 سيدة وما لا يقل عن 360 مجزرة.
وأظهر تحليل البيانات أن العام الأول للتدخل الروسي قد شهد الحصيلة الأعلى من الضحايا (قرابة 52 % من الحصيلة الإجمالية)، تلاه العام الثاني (قرابة 23 %). فيما شهدت محافظة حلب الحصيلة الأعلى من الضحايا (قرابة 41 %) بين المحافظات السورية، تلتها إدلب (38%).
كما وثق التقرير قتل القوات الروسية 70 من الكوادر الطبية، بينهم 12 سيدة، جلّهم في محافظة حلب، وكانت الحصيلة الأعلى لهؤلاء الضحايا في العام الأول، إضافة إلى مقتل 44 من كوادر الدفاع المدني، نصفهم في محافظة إدلب التي سجلت الحصيلة الأعلى بين المحافظات، وكانت الحصيلة الأعلى من الضحايا في العام الأول من التدخل العسكري الروسي (قرابة 35 %) وفق ما أورده التقرير، وسجل مقتل 24 من الكوادر الإعلامية جميعهم قتلوا في محافظتي حلب وإدلب.