أكد حزب “المساواة وديمقراطية الشعوب”، المؤيد للأكراد أن عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون مدى الحياة، أبدى استعداده لإنهاء النزاع مع تركيا. وجاء هذا الإعلان عقب زيارة قام بها اثنان من أعضاء الحزب لأوجلان في سجنه بجزيرة إمرالي، وهي الزيارة الأولى من نوعها منذ 10 سنوات.

اعلان

وفي بيان، أشار الحزب إلى أن “إعادة تعزيز الأخوة التركية الكردية ليست مجرد مسؤولية تاريخية، بل أيضاً مسألة عاجلة لكل الشعوب”. وكانت وزارة العدل التركية قد وافقت، يوم الجمعة، على طلب الحزب لإجراء هذه الزيارة، التي جاءت في سياق مقترحات جديدة لإنهاء الصراع المستمر منذ أربعة عقود بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني. 

دعوات لإنهاء “التمرد”

نقل النائبان البرلمانيان عن أوجلان قوله: “أنا مستعد لاتخاذ الخطوة الإيجابية الضرورية وإجراء المكالمة”. ولم يحدد الزعيم الكردي ماهية هذه الدعوة، لكن تصريحاته جاءت بعد اقتراح قدمه دولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية وحليف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دعا فيه أوجلان إلى حث المسلحين على إلقاء السلاح مقابل إمكانية النظر في إطلاق سراحه. 

كما شدد أوجلان على أن حل القضية الكردية أصبح “غير قابل للتأجيل”، مشيراً إلى أن التطورات في سوريا وغزة تعكس الحاجة الملحة لمعالجة القضية. ودعا المعارضة والبرلمان التركي إلى المساهمة في العملية، في إشارة محتملة إلى إمكانية إجراء تعديلات قانونية لدعم جهود السلام. 

وكان بهجلي قد قدم هذا المقترح في تشرين الأول/أكتوبر، واصفاً إياه بأنه “فرصة تاريخية”. في حين أبدى أردوغان تأييده المبدئي للفكرة دون أن يشير إلى أي خطة محددة لعملية سلام جديدة. 

تغيرات إقليمية تعيد تشكيل ملامح الصراع

يأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه المنطقة تغيرات سياسية كبرى، أبرزها الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وهو ما دفع تركيا لتأكيد موقفها الرافض لوجود وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني، في مستقبل سوريا. 

ويُذكر أن حزب العمال الكردستاني، المصنف كجماعة إرهابية من قبل تركيا وحلفائها الغربيين، يقود “تمرداً مسلحاً” منذ عام 1984، أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص. بينما تركزت المعارك سابقاً في جنوب شرق تركيا، فإن العمليات العسكرية تتركز حالياً في شمال العراق، حيث يتمركز الحزب. 

وتظل تصريحات أوجلان الأخيرة وتطورات اللقاء مع أعضاء حزب “المساواة وديمقراطية الشعوب” فرصة نادرة لإحياء محادثات السلام التي توقفت منذ سنوات، وسط ترقب حذر من الأطراف كافة لمآلات هذا التحرك الجديد.

شاركها.
Exit mobile version