بات عقار “ريكويب” البريطاني لعلاج أعراض مرض باركنسون في قلب عاصفة جدل في فرنسا ودول أخرى، بعد اتهامات من مرضى بتسببه في دفعهم إلى سلوكيات مدمرة، مثل إدمان القمار، والهوس الجنسي، والشراء القهري، بل وحتى ارتكاب أعمال عنف، ما حوَّل “حبة الأمل” إلى كابوس يهدد استقرار حياة من يتناولها.

اعلان

يُصنع “ريكويب” من قبل شركة غلاكسو سميث كلاين “جي إس كي” البريطانية، وهو مصمّم للحد من أعراض مرض الرعاش باركنسون الذي يؤثر على نحو 273,000 شخص في فرنسا وحدها.

ورغم فعاليته في التخفيف من تأثيرات المرض، إلا أنه لا يخلو من الآثار الجانبية المقلقة التي أظهرت تغييرا في تصرفات المرضى وتحوّلها إلى سلوكيات متطرفة.

عندما شُخِّص ستيفان غرانج (48 عامًا) بالمرض عام 2015، وصف له الطبيب عقار “ريكويب” الذي سيطر على ارتعاش في يديه، لكنه سرعان ما وجد نفسه غارقًا في دوامة إدمان القمار عبر الإنترنت فيقول: “خسرت 40 ألف يورو في ليلة واحدة.. المجموع تجاوز 80 ألفًا، أنفقت مدخرات أطفالي، وتراكمت عليَّ الديون”.

الأصعب، وفق شهادته، كان إدمان المواقع الإباحية، رغم عمله في مجال حقوق المرأة: “أشعر بالعار.. كأنني وحش يلتهمني الدواء”.

أما ساندرين (45 عامًا)، فتقول إن العقار دفعها لشراء مسبح ضخم فجأة: “أنفقت كل ما أملكه وكل ما يملكه زوجي وابني.. دمرت حياتي بيدي”.

فيما وصلت الآثار الجانبية للعقار لدى مريض آخر إلى ارتكاب جرائم مروعة، حيث اعترف في المحكمة بقتل 15 قطة وكلبا، قائلًا: “كلما زادت جرعة الدواء، اشتدت رغبتي في تعذيب الحيوانات.. كالإدمان”.

رغم إدراج تحذيرات في نشرة الدواء عن “السلوك العدواني” و”الهوس بالجنس أو القمار”، إلا أن شركة غلاكسو سميث كلاين البريطانية المُصنِّعة استخدمت عبارة: “تظهر الآثار على بعض المرضى بوتيرة غير محددة”، ما دفع محامية المرضى، صوفي مالتيه، إلى القول: “العقار لا يكشف عن شخصية المريض، بل يخلق سلوكيات جديدة، يمكن أن تكون بعيدة عن شخصيته الأصلية.”.

من جانبه، أوضح البروفيسور أوليفييه راسكول، أخصائي الأعصاب، أن الآثار الجانبية “لا تظهر فجأة”، داعيًا إلى تدريب الأطباء على مراقبة المرضى وتحذير أسرهم، لأن المريض “نادرًا ما يلاحظ حدوث تغيير لديه”.

في المقابل، تؤكد شركة “جي إس كي” التزامها بمعايير السلامة وتنفي أي مسؤولية عن الآثار الجانبية المرتبطة بعقار “ريكويب”، يبقى القرار بيد القضاء الفرنسي، الذي سيحدد ما إذا كانت هذه الحالات تندرج ضمن المضاعفات الطبية المحتملة أم أنها ناجمة عن إهمال يستوجب المساءلة.

شاركها.
Exit mobile version