أدى تعليق المساعدات الخارجية الذي فرضه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تعليق الرحلات الجوية لأكثر من 40,000 أفغاني حصلوا على تأشيرات خاصة من الولايات المتحدة، مما يعرضهم لخطر الانتقام من طالبان.

اعلان

وذكر شون فان دايفر، رئيس تحالف إجلاء الأفغان، الذي يضم مجموعة من المحاربين القدامى والمنظمات المدافعة عن حقوق الأفغان الذين عملوا مع الولايات المتحدة خلال الحرب في أفغانستان، لوكالة “رويترز” أن معظم الأفغان العالقين في هذه الأزمة يتواجدون في أفغانستان، بينما يتواجد البقية في باكستان وقطر وألبانيا.

وأضاف أن هؤلاء الأفغان الذين حصلوا على تأشيرات الهجرة الخاصة كانوا ينتظرون الرحلات إلى الولايات المتحدة، لكن تعليق الرحلات بسبب وقف المساعدات الخارجية أوقف عمليات إجلائهم.

وقد تأثرت هذه الرحلات بتوقف الرحلات الجوية نتيجة لأمر ترامب بوقف المساعدات الخارجية الأمريكية لمدة 90 يومًا، وذلك في انتظار مراجعة فعالية هذه المساعدات وتوافقها مع سياسة “أمريكا أولًا” التي كان قد تبناها ترامب خلال فترة حكمه.

وأدى تعليق المساعدات إلى فوضى في عمليات المساعدات الإنسانية الأمريكية والدولية، حيث توقفت العديد من البرامج الحيوية مثل تلك الخاصة بالتغذية، الصحة، والتطعيمات، إضافة إلى برامج الإغاثة الأخرى.

من جهتها، علقت وزارة الخارجية الأمريكية تمويل المجموعات التي تعمل على مساعدة الأفغان الحاصلين على تأشيرات الهجرة الخاصة (SIV) في العثور على مساكن، وفرص تعليمية، ووظائف في الولايات المتحدة.

وقال المسؤولون خلال مقابلة لوكالة “رويترز” أن تعليق الرحلات أثر بشكل كبير على الأفغان الحاصلين على تأشيرات الهجرة الخاصة الذين كانوا ينتظرون على وجه السرعة للوصول إلى الولايات المتحدة من مراكز معالجة التأشيرات في قطر وألبانيا.

كما تضم هذه الأعداد أيضًا أفغانًا حائزين على هذه التأشيرات والذين لا يزالون عالقين في أفغانستان وباكستان في انتظار أن يتم وضعهم على الرحلات الجوية الأمريكية الممولة من الحكومة إلى مراكز معالجة التأشيرات في الدوحة وتيرانا لتلقي تأشيراتهم.

من جهة أخرى، أكدت تقارير من الأمم المتحدة أن طالبان قامت باحتجاز وتعذيب وقتل العديد من الجنود والمسؤولين في الحكومة الأفغانية السابقة المدعومة من الولايات المتحدة، بينما نفت طالبان هذه الاتهامات، مؤكدة أنها قد أصدرت عفوًا عامًا عن هؤلاء.

رغم ذلك، أكد فان دايفر أنه لا يعتقد أن تعليق الرحلات كان قرارًا متعمدًا من قبل الإدارة الأمريكية، وأضاف: “نعتقد أن هذا كان خطأ”، وأعرب عن أمله في أن تقوم الإدارة الأمريكية بمنح استثناءات للأفغان الذين عملوا مع القوات الأمريكية في أفغانستان، قائلاً: “لقد قاتلوا جنبًا إلى جنب معنا، ودمائهم سالت معنا”.

من الجدير بالذكر أنه منذ الانسحاب الأمريكي الفوضوي من أفغانستان في أغسطس/آب 2021، تم إعادة توطين نحو 200,000 أفغاني في الولايات المتحدة من خلال برامج التأشيرات الخاصة أو كلاجئين.

ومع توقف الرحلات الجوية حالياً، يبقى مصير آلاف الأفغان العالقين غير واضح، خاصة في ظل تصاعد المخاطر الأمنية والإنسانية في أفغانستان.

شاركها.
Exit mobile version