اتجهت أنظار العالم إلى الدوري السعودي بعد انضمام كريستيانو رونالدو إلى نادي النصر السعودي، وقد انتبه عشاق كرة القدم إلى الدوري ومتابعته، وجاء هذا الأمر بعد مجهود كبير بذلته المملكة العربية السعودية ضمن خطة ومشروع كبير تسعى لتحقيقه بحلول عام 2030 حول عائدات الدوري ورفع قيمته السوقية إلى 8 مليار دولار بدلًا من 3 مليار دولار.
وفي هذا المقال سنلقي الضوء على أهم العوامل التي جعلت الدوري السعودي يتصدر المشهد الكروي في الشرق الأوسط وآسيا، وأصبح شريحة كبيرة من الجمهور مهتم بمتابعة مبارياته.
المنافسة وصعوبة التوقع
يشهد الدوري منافسة شديدة في كل موسم، فعلى الرغم من أن هناك أربع فرق كبرى (النصر والأهلي والهلال والشباب والاتحاد) هي التي في العادة تتأهل إلى النهائي وتحصد اللقب، إلا أن الدوري ليس حكرًا على إحدى الفرق، بل كل موسم يوجد به منافسة شرسة، ومن الممكن أن يفوز باللقب نادي لم يصعد من قبل إلى النهائيات.
الضخ المالي
أصبح للسعودية هدفًا واضحًا في الاستثمار الرياضي وظهر هذا في الدعم المالي للأندية الرياضية بسخاء من قبل الأمراء السعوديين، وأصبح التيار الرياضي ضمن إطار هيئة الترفيه والرؤية الجديدة التي تبنتها المملكة مؤخرًا.
مشاهدة بالمجان
أغلب مباريات كرة القدم حول العالم لها حقوق بث وعلى المتفرج أن يشترك في إحدى القنوات حتى يتسنى له متابعة المباريات على التلفاز، ولكن مباريات الدوري السعودي تذاع مجانًا، ويمكن لأي شخص أن يشاهدها بدون أن يدفع ريالًا واحدًا.
التعاقدات الأجنبية
زيادة عدد المحترفين العرب أو انضمام اللاعبين الأجانب الكبار للأندية الرياضية المختلفة في السعودية من عوامل جذب الجماهير نحو متابعة مباريات الدوري، فعلى سبيل المثال الجميع كان مترقبًا لمتابعة مباريات كريستيانو رونالدو مع نادي النصر، وأصبحت السعودية تتوسع في هذا الأمر وتمت اتفاقية نيمار للعب في نادي الهلال السعودي، وهو من الفرق الكبيرة في المملكة.
الاهتمام بالمدربين
في الآونة الأخيرة شهدت الساحة الكروية في المملكة انضمام أكثر من مدرب عالمي متميز في عمله، وهذا ساعد على تطوير مهارات اللاعبين، ولفت نظر الصحافة العالمية للدوري وتغطية المؤتمرات الصحفية التي تكون مع هؤلاء المدربين العالميين.
سد ديون الأندية
قام الأمير محمد بن سلمان بسداد الديون التي كانت على الأندية الرياضية، وكان هذا يسبب تخوفًا من اللاعبين المحترفين والمدربين في الانضمام لأندية قد تحرم حق المشاركة في البطولات بسبب ديونها، ولكن ضمن إطار خطة المملكة الجديدة والاهتمام بكافة المحاور التي تقع ضمن إطار الترفيه قام بن سلمان بتكفل سداد الديون.
خطة المملكة
تسعى المملكة العربية السعودية في تنويع اقتصادها واستثماراتها في مجالات أخرى بدلًا من الاعتماد الكامل على النفط، فقام الأمير بن سلمان بتخصيص الأندية لإنعاش القطاع الخاص اقتصاديًا، والنهضة بالدوري ليكون ضمن أفضل 10 دوريات في العالم، وزيادة قيمته السوقية لتصبح 8 مليار دولار.
في الختام كرة القدم دائمًا ما تفاجئنا بسرعة التغيرات التي تحدث بها، فمجرد انتقال اللاعبين المحترفين الكبار من نادي لآخر يعد حدثًا يتابعه عشاق الساحرة المستديرة، وكذلك حبس الأنفاس في كل مبارة وترقب إحراز الأهداف، وأي من الفريقين سيفوز بالمبارة، أيضًا يجب أن نعلم أن مع ظهور نجوم جديدة سواء لاعبين أو أندية يتراجع غيرهم، والأهم من كل شيء هو استمتاع الجمهور بمهارة اللاعبين في كل مباراة، وولائهم الشديد لأنديتهم.