لم تتوقف الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار مع لبنان عند دوريات الطيران الاستطلاعي والحربي، أو حتى القصف المدفعي والغارات الجوية، بل وصلت هذه المرة إلى دخول إسرائيليين الأراضي اللبنانية، حيث نصبوا خيامًا مطالبين بإنشاء مستوطنات في الجنوب، وفقًا لما نقلته إذاعة الجيش الإسرائيلي.
ونشر مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي دورون كادوش صورًا للإسرائيليين الذين يحملون يافطات كتب عليها بالعبرية “لبنان لنا”، وبعضهم جالس داخل خيمة نصبها، مرفقًا الصور بخريطة تشير إلى موقعهم القريب من قرية عيترون ومارون الراس الحدوديتين في الجنوب.
وكتب كادوش: “لأول مرة يتمكن إسرائيليون من عبور الحدود إلى لبنان وإقامة خيام هناك”، مكذبًا الأقاويل التي صدرت عن الجيش الإسرائيلي والتي نفت أن يكون الإسرائيليون قد فعلوا ذلك.
وأضاف: “بعد أن زعم الجيش الإسرائيلي أن نشطاء حركة ‘عيون الشمال’ لم يقيموا خيامًا في الأراضي اللبنانية، يتبين الآن من خلال التحقيق في الحادث أن المواطنين الإسرائيليين قد عبروا عدة أمتار داخل الخط الأزرق في منطقة مارون الراس، وبعد أن تم التعرف عليهم من قبل قوات الجيش الإسرائيلي، تم إبعادهم من المكان”.
وفي الصور، ظهر رجل يحمل طفلًا، قال رواد مواقع التواصل الاجتماعي إنه نفس الشخص الذي انتشر له مقطع فيديو سابق وهو يقرأ قصة لطفله بعنوان “ألون ولبنان”، والتي تروج لفكرة أن لبنان هو ملك لإسرائيل.
من جهته، وصف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الحادثة بأنها “خطيرة”، مشيرًا إلى أن ما جرى قيد التحقيق، إذ إن عبور الحدود إلى لبنان دون تنسيق يشكل خطرًا على حياة الإسرائيليين ويتسبب بضرر للجيش، حسبما قال.
في هذا السياق، تعقد لجنة الإشراف على تطبيق قرار وقف إطلاق النار بين تل أبيب وبيروت اجتماعها الثاني في مقر قوات حفظ السلام “اليونيفيل” في الناقورة.
ولا يتوقف الجيش الإسرائيلي عن خرق الهدنة، حيث وصل عدد الانتهاكات الإسرائيلية إلى 249 انتهاكًا، أسفرت عن مقتل حوالي 30 لبنانيًا وإصابة 37 آخرين، بحسب وزارة الصحة اللبنانية ووكالة الأنباء الوطنية.