لم تكن ليلة أمس كسابقاتها من الليالي الـ471 التي مرّت على سكان قطاع غزة المحاصر. كانت مختلفة، خيّم عليها الهدوء والسكينة ولو إلى حين، وخلت من دويّ الصواريخ، والزنانات، والقصف الذي عاش على وقعه الفلسطينيون طيلة 15 شهرا بأيامها ولياليها.
بعد 15 شهرا من حرب دموية مدمّرة، عاشت مدينة رفح أخيرا، ليلة هادئة استثنائية، استعاد فيها السكان بعضا من الراحة المفقودة منذ زمن بعيد.
ولأول مرة تمكن أهل القطاع المنكوب من النوم بسلام، بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، ليعيشوا لحظات من الراحة وسط القلق المستمر الذي اجتاح حياتهم طوال فترة الحرب.
قال ميسرة أبو قوش، نازح من رفح: “لم تكن هناك طائرات حربية أو أي شيء آخر أمس، لذلك نمنا بشكل مريح”.
ومع ذلك، لم تكن العودة إلى الديار خالية من الألم، فقد وجد العائدون من خان يونس إلى رفح مشهدا مروعا من الدمار. سار الكثيرون بين الركام، ومشى بعضهم على الأقدام فيما دفع آخرون أمتعتهم على عربات تجرّها الحمير.
بدورها، أكدت فاطمة حمد، وهي نازحة أخرى من رفح، ما عايشه سكان المدينة من معاناة، قائلة: “لقد سئمنا من القصف، شعرت رفح بالإهانة والتشرد، كنا خائفين للغاية”.
ومع عودة العائلات إلى منازلها المدمرة، يتجدد الأمل في نفوس البعض، لكنه أمل مشوب بالقلق، إذ يبقى السؤال حول ما إذا كان وقف إطلاق النار سيستمر طويلا أم أنه سيكون مجرد هدنة مؤقتة.
وفي وقت سابق، حذرت الأمم المتحدة من أن عملية إعادة إعمار غزة قد تستغرق أكثر من 350 عاما إذا استمر الحصار على القطاع المفروض منذ 2006.