هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية

توج ميخائيل كافيلاشفيلي، لاعب كرة القدم السابق، رئيسًا لجورجيا يوم السبت، بعد فوز حزبه “الحلم الجورجي” في الانتخابات التي سيطر فيها على المجمع الانتخابي المكون من 300 مقعد، والذي حل محل الانتخابات الرئاسية المباشرة منذ عام 2017.

اعلان

جاء هذا الفوز في وقت حساس بالنسبة للبلاد، حيث اعتبرت المعارضة أن انتخاب كافيلاشفيلي يمثل ضربة لآمال جورجيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ويعزز من نفوذ روسيا في المنطقة.

في جلسة التصويت، التي حضرها 225 ناخبًا من أعضاء البرلمان والممثلين الحكوميين، حصل كافيلاشفيلي على 224 صوتًا من أصل 225. وكان هو المرشح الوحيد لهذا المنصب، مما جعل فوزه حتميًا.

من جانبها، قاطعت الرئيسة المنتهية ولايتها، سالومي زورابيتشفيلي، وبعض الأحزاب الموالية للغرب جلسات البرلمان احتجاجًا على الانتخابات البرلمانية التي جرت في أكتوبر 2024، والتي اتهمت المعارضة بتزويرها بمساعدة روسيا. وتطالب المعارضة بإعادة الاقتراع، معتبرة أن الانتخابات البرلمانية كانت مشوبة بالتلاعب.

حزب الحلم الجورجي وتوجهاته السياسية

يواصل حزب “الحلم الجورجي” الحاكم، الذي تأسس على يد الملياردير بيدزينا إيفانيشفيلي، تعزيز قبضته على السلطة، بعد فوزه في انتخابات أكتوبر 2024. ويُتهم الحزب من قبل المعارضة بالميل نحو موسكو، فيما تعهد الحزب بمواصلة الدفع نحو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، مع التركيز أيضًا على إعادة ضبط العلاقات مع روسيا.

في خطوة أثارت الجدل، قرر الحزب تعليق عملية انضمام البلاد إلى الاتحاد الأوروبي حتى عام 2028، وهو ما أثار احتجاجات واسعة من قبل المعارضة في البلاد. كما تسبب هذا القرار في استنكار دولي، خاصة من قبل الاتحاد الأوروبي الذي أوقف الدعم المالي لجورجيا.

كافيلاشفيلي ومسيرته السياسية

قبل دخوله المعترك السياسي، كان كافيلاشفيلي لاعبًا بارزًا في كرة القدم، حيث لعب لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي وعدد من الأندية السويسرية. دخل المجال السياسي في عام 2016 كعضو في حزب “الحلم الجورجي”، ثم أسس في 2022 حركة “قوة الشعب” التي تبنت خطابًا معاديًا للغرب.

كما كان كافيلاشفيلي أحد المبادرين لقانون “النفوذ الأجنبي” المثير للجدل، الذي يلزم المنظمات غير الحكومية التي تتلقى تمويلًا خارجيًا بتسجيل نفسها كمنظمات تسعى لتحقيق مصلحة دولة أجنبية. ويشابه هذا القانون نظيره الروسي الذي يستخدم لتشويه سمعة المنظمات المنتقدة للحكومة.

ردود الأفعال المحلية والدولية

بعد تنصيب كافيلاشفيلي، تمسكت زورابيتشفيلي، بموقفها معتبرة أنها الرئيسة الشرعية للبلاد. ورغم انتهاء ولايتها، أصرّت على أن ولايتها “مستمرة” حتى إجراء انتخابات جديدة، حيث كتبت عبر منصة “إكس” قائلةً: “ما يُخطط له في البرلمان غدًا ليس إلا مجرد مهزلة. أنا هنا وسأبقى واقفة مع الجميع!”.

وفي الوقت ذاته، انتقد الاتحاد الأوروبي قانون “النفوذ الأجنبي” الذي تم إقراره مؤخرًا في جورجيا، مما دفعه إلى تعليق الدعم المالي للبلاد بعد منحها وضع المرشح للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في ديسمبر 2023.

فوز كافيلاشفيلي برئاسة جورجيا يعكس استمرار هيمنة حزب “الحلم الجورجي” على السلطة، في وقت يشهد فيه البلد توترات سياسية مع المعارضة والمجتمع الدولي. في ظل هذا الواقع، تزداد التحديات التي تواجه جورجيا في سعيها لتحقيق التوازن بين علاقاتها مع الغرب وروسيا.

المصادر الإضافية • أب

شاركها.
Exit mobile version