هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية

من هي تلك الجماعات المسلحة التي أسقطت النظام في دمشق؟
هذه نظرة على الانقلاب المذهل للمشهد في الأيام العشرة الماضية، وما قد يحدث في المستقبل في بلد عصفت به حرب أهلية بدأت قبل نحو 14عاماً.

اعلان

أحداث متسارعة شهدتها سوريا. سقطت الحكومة السورية في الساعات الأخيرة بعد أن قال مقاتلو المعارضة إنهم دخلوا العاصمة دمشق على وقع التقدم الخاطف الذي حققوه وسيطرتهم على حلب تلتها حمص وحماة ومدن أخرى.

وقال رئيس الوزراء السوري محمد غازي جلالي إن الحكومة السورية مستعدة “لمد يدها” إلى المعارضة وتسليم مهامها إلى حكومة انتقالية.

وقال جليلي في فيديو مصور: “أنا في منزلي ولم أغادره، وهذا بسبب انتمائي لهذا البلد”. وقال إنه سيذهب إلى مكتبه لمواصلة عمله في الصباح، ودعا المواطنين السوريين إلى عدم تشويه الممتلكات العامة. لكنه شوهد فيما بعد وهو محاط بعناصر مسلحة اقتادته إلى مكان مجهول بحسب شريط مصور انتشر عل مواقع التواصل.

وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري المعارض الذي مقره لندن، إن الأسد غادر البلاد على متن طائرة من دمشق في وقت مبكر من يوم الأحد. ولم يتطرق الجليلي إلى التقارير التي تحدثت عن مغادرة الأسد.

ودخل مقاتلو المعارضة العاصمة السورية في تطور متسارع للأحداث بدأ غداة الإعلان عن وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله. فقد أعلنت هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) شنها عملية سمتها “ردع العدوان” بدأت بدخولها حلب ثاني مدينة في سوريا في تطور فاجأ الكثيرين في العالم. بعدها، تخلى الجيش السوري عن المدن الرئيسية دون مقاومة تذكر.

فمن هي تلك الجماعات المسلحة التي أسقطت النظام في دمشق؟

إليكم نظرة على الانقلاب المذهل للمشهد في الأيام العشرة الماضية فقط، وما قد يحدث في المستقبل بين الجماعات المسلحة في بلد عصفت به حرب أهلية بدأت قبل نحو 14عاماً.

هيئة تحرير الشام والجيش الوطني السوري المدعوم من أنقرة

وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تصل فيها الجماعات المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام إلى العاصمة السورية. حيث كانت وصلت إلى مشارف دمشق في عام 2018، عندما استعاد الجيش السوري السيطرة على المنطقة بعد حصار دام سنوات.

ويقود المسلحين أقوى جماعة متمردة في سوريا، وهي هيئة تحرير الشام لتي يقودها أبو محمد الجولاني، إلى جانب مجموعة تضم ميليشيات سورية مدعومة من تركيا تسمى الجيش الوطني السوري. وقد تحصّن كلاهما في الشمال الغربي للبلاد. وقد شن هؤلاء المسلحون هجومًا صادمًا في 27 نوفمبر/تشرين الثاني المضي حيث استولوا على حلب، أكبر المدن السورية، وحماة في وسط البلاد، رابع أكبر المدن السورية.

تعود أصول هيئة تحرير الشام إلى تنظيم القاعدة وهي مصنّفة من الولايات المتحدة والأمم المتحدة منظمة إرهابية. لكن الجماعة قالت في السنوات الأخيرة إنها قطعت علاقاتها مع تنظيم القاعدة في محاولة لتجميل صورتها. ويقول الخبراء إن هيئة تحرير الشام سعت إلى إعادة تشكيل نفسها في السنوات الأخيرة من خلال التركيز على تعزيز الحكومة المدنية في أراضيها بالإضافة إلى العمل العسكري.

وقال زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني لـCNN في مقابلة حصرية قبل أيام إن الهدف من الهجوم هو الإطاحة بحكم بشار الأسد.

خلافات محتملة في المستقبل

الآن وبعد رحيل الأسد، لا يمكن الجزم ببقاء الحال على ما هو عليه بين هيئة تحرير الشام والجيش الوطني السوري اللذين جتمعا على سقوط النظام وكانا حليفين في بعض الأحيان وخصمين في أحيان أخرى. فالأهداف والمصالح قد تتباعد على ضوء المشهد الجديد.

كما أن للميليشيات المدعومة من تركيا مصلحة في إنشاء منطقة عازلة قرب الحدود التركية لإبعاد المسلحين الأكراد الذين هم على خلاف مع أنقرة. وكانت تركيا داعمًا رئيسيًا للمقاتلين الذين يسعون للإطاحة بالأسد رغم إعلانها مؤخرًا أنها غيرمنخرطة في تقدم المسلحين ونفى المسؤولون الأتراك بشدة أي تورط لهم في ما يجري.

الآن ثمة سؤال يفرض نفسه: هل سيبقى التحالف بين هيئة تحرير الشام والجيش الوطني السوري بعد سقوط النظام أم ينفرط عقد التحالف الآني بين التنظيمين أم ينقلب كل منهما على الآخر مرة أخرى؟

قوات سوريا الديمقراطية ودرعا.. بين من ينتظر الفرصة السانحة وتدفيع الثمن

وفي الوقت الذي بدأ فيه هجوم هيئة تحرير الشام الخاطف ضد الحكومة السورية في الشمال، بدأت جماعات مسلحة أخرى في حشد صفوفها في الجنوب.

اعلان

فقد تمت السيطرة على منطقتي السويداء ودرعا الجنوبيتين محلياً. فالسويداء هي معقل الأقلية الدينية الدرزية في سوريا وكانت مسرحاً لاحتجاجات منتظمة مناهضة للحكومة حتى بعد أن عزز الأسد سيطرته على المنطقة.

أما درعا فهي منطقة تسكنها أغلبية سنّية وكانت مهد الانتفاضة ضد حكم الأسد التي اندلعت في عام 2011. وكان الجيش السوري قد استعاد السيطرة على درعا عام 2018، لكن المسلحين بقوا في بعض المناطق. قبل أن تشهد المدينة في السنوات حالة من الهدوء الهشّ في ظل اتفاق وقف إطلاق النار تمّ بوساطة روسية.

ويسيطر على جزء كبير من شرق سوريا قوات سوريا الديمقراطية، وهي جماعة يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة وتعتبر خصما لدودا لأنقرة. وقد سبق واشتبكت مع معظم الجماعات المسلحة الأخرى في البلاد. كما تتعرض المناطق التي تسطير عليها من وقت لآخر للقصف من الجيش التركي إذ تتهمها أنقرة بالتواطؤ مع جيش العمال الكردستاني.

شاركها.
Exit mobile version