رفضت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تصريحات الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي التي أدلى بها سابقا في مقابلة مع صحيفة الغارديان البريطانية، عندما اقترح تبادل الأراضي بين موسكو وكييف، بينما تقترب الحرب بينهما من دخول عامها الثالث، دون اتضاح آفاق التوصل إلى حل ينهيها.
ووصفت زاخاروفا الأوكرانيين الذين يسيطرون على جزء من منطقة كورسك، بالـ”نازيين الجدد”. وقالت إنهم يعملون في بعض المناطق دون انتظار أي اتفاقية، وأن الموت سيكون مصيرهم، حسب وصفها.
كما أشارت إلى أن تصريحات زيلينسكي تأتي من أجل التغطية على الحجم الحقيقي للكارثة التي تتعرض لها قواته. وقالت لإذاعة “سبوتنيك” الروسية إنه يستحيل أن تأخذ موسكو تصريحات الرئيس الأوكراني على محمل الجد، لأنه “يفتقر إلى الشرعية” حسب تعبيرها.
وفي السياق ذاته، قال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن روسيا لم تناقش أبدا مسألة تبادل الأراضي وهي لن تفعل، مستبعدا فكرة زيلينسكي.
وكان موقف مجلس الدوما الغرفة السفلى في البرلمان الروسي أكثر حدة واصفا المقترح بالمساومة التي لا تليق. كما جاءت تعليقات وتصريحات النواب والمسؤولين الروس مليئة بالسخرية والتلميحات المهينة.
كما نُقل عن ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي قوله إن الاقتراح “هراء”.
وكان الرئيس الأوكراني قد أعلن في وقت سابق عن خطط قد يقترحها، خلال محادثات السلام مع روسيا، تشمل مبادلة الأراضي التي تسيطر عليها قواته في منطقة كورسك الروسية، مقابل استعادة الأراضي الأوكرانية التي تخضع لموسكو حالياً.
وقال زيلينسكي إن بلاده ستبادل أراضٍ بأخرى، مشيرًا إلى أنه لا يعرف بالتحديد، أي جزء من الأراضي الأوكرانية التي ضمتها روسيا ستكون ضمن طلبه للمبادلة.
وأوضح أنه مستعد لإجراء مفاوضات مع موسكو، ولكنه أشار إلى ضرورة أن تتحدث كييف من موقع قوة.
كما قال في المقابلة مع الغارديان، إنه سيعرض على الشركات الأمريكية عقود إعادة الإعمار وحوافز للاستثمار. وتقول وسائل إعلام إن زيلينسكي سيحاول استمالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى جانبه، عن طريق ذلك.
كما انتقد زيلينسكي الاقتراح الذي يشير إلى أن الدول الأوروبية هي وحدها التي يجب أن تقدم ضمانات أمنية لأوكرانيا، وأوضح أن هذا النوع من الضمانات لا يعتبر حقيقيا، بدون الولايات المتحدة.