أكد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، اليوم السبت، أن الوضع في سوريا يشهد تحولات جوهرية، مشيرًا إلى أن “النظام في سوريا سقط على يد قوى جديدة”، موضحًا أن الحكم على هذه القوى “لا يمكن أن يتم إلا عندما تستقر وتتخذ مواقف واضحة وينتظم وضعها”.

اعلان

وشدد قاسم على ضرورة أن يكون للشعب السوري الكلمة الفصل في تحديد مستقبل بلاده، قائلًا: “من حق الشعب السوري أن يختار حكومته ودستوره وخياراته”. وأضاف: “نتمنى أن يشرك الحكم الجديد في سوريا جميع الأطراف والقوى في الحكم، وأن يكون خيار الحكم الجديد على أساس مصلحة البلدين”. 

وحذر قاسم من خطورة التوسع الإسرائيلي في المنطقة، مشيرًا إلى أن “ما جرى في سوريا دليل على أننا أمام عدو توسعي خطير احتل مئات الكيلومترات من الجولان المحتل”. ودعا الحكم الجديد في سوريا إلى عدم التطبيع مع إسرائيل، قائلًا: “نتمنى أن يعتبر الحكم الجديد في سوريا إسرائيل عدوًا وألا يطبع معها”. 

ورغم التغيرات في المشهد السوري، قلل قاسم من تأثير ذلك على لبنان، قائلًا: “لا نعتقد أن ما يجري في سوريا سيؤثر على لبنان، ونأمل أن تخرج سوريا مستقرة وفق ما يريده شعبها”. 

وعن تأثير الأحداث في سوريا على حزب الله، أقر قاسم بأن الحزب “خسر في المرحلة الحالية طريق الإمداد القادم عبر سوريا”، لكنه وصف الأمر بأنه “تفصيل صغير قد يتبدل مع الزمن”. وأضاف: “يمكن أن يأتي النظام السوري الجديد ويعود طريق الإمداد بشكل طبيعي، ويمكن أن نبحث عن طرق أخرى”. 

من جهة أخرى، تحدث قاسم عن “المقاومة” ودورها المستمر في مواجهة إسرائيل، مؤكدًا أن “المقاومة مرنة لا تقف عند حد معين، والمهم أن تستمر، أما الأساليب فيمكن أن تتغير وتتبدل”. وأشار إلى أن “حزب الله يواصل التعافي من جراحاته، ومن كان يتأمل القضاء عليه خاب أمله”.

وحول أهداف المرحلة المقبلة، كشف أن “برنامج حزب الله هو تنفيذ الاتفاق في جنوب نهر الليطاني، وإعادة الإعمار، وانتخاب رئيس”، مشددًا على التزام الحزب بتنفيذ هذه البنود رغم الضغوطات المستمرة. 

وأكد قاسم أن “المقاومة هي السبيل الوحيد لكبح جماح العدو”، مضيفًا: “هذا العدو لا يكبحه إلا المقاومة، ولن تتحرر الأرض إلا بالمقاومة، وإسرائيل لم تتمكن من تحقيق هدفها وهو القضاء على حزب الله”. 

واعتبر أن “الجرائم الإسرائيلية التي استهدفت قادة المقاومة ليست إنجازًا”، وأضاف: “أفشلنا هدف العدو في القضاء على المقاومة وسحقها، وهجّرنا المستوطنين، وما أنجزه العدو هو إيلامنا بقتل قادتنا”. 

وفي معرض حديثه عن الصمود، قال قاسم: “لو لم يكن هذا الصمود، لوصلت إسرائيل إلى بيروت“. وأشار إلى أن حزب الله صبر على “مئات الخروقات الإسرائيلية” بهدف المساعدة في تنفيذ الاتفاقات، لكنه دعا الجهات المعنية إلى تحمل مسؤولياتها في هذا السياق. 

وأشار إلى أن دور حزب الله يتجاوز حدود لبنان ليشمل دعم القضية الفلسطينية، واصفاً دعم غزة بأنه “عمل نبيل وراقٍ”، ومؤكدًا أنه “واجب علينا وعلى كل العرب والمسلمين”.

شاركها.
Exit mobile version