بقلم: يورونيوز
نشرت في
شهدت العاصمة الأوكرانية كييف فجر الجمعة هجوماً روسياً هو من الأعنف منذ أسابيع، استخدمت فيه صواريخ ومسيّرات طالت أحياء عدة وأسفرت عن مقتل شخص وإصابة آخرين، وفق ما أعلنت السلطات المحلية، في وقت أعلنت فيه موسكو أنها أسقطت أكثر من 200 مسيّرة أوكرانية في هجمات مضادة خلال الليل.
وقال رئيس الإدارة العسكرية للمدينة، تيمور تكاتشينكو، إن “الروس يقصفون مبان سكنية، وهناك عدد كبير من المباني المرتفعة التي تضررت في مختلف مناطق كييف”. وأوضح أن الهجوم طال مناطق عدة بشكل متزامن، ما تسبب في حرائق وأضرار واسعة.
وسُمع دوي انفجارات قوية في وسط المدينة، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس، الذين رصدوا أيضاً تفعيل أنظمة الدفاع الجوي لاعتراض المسيّرات والصواريخ.
من جهته، دعا رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو السكان إلى دخول الملاجئ، مؤكداً عبر تلغرام أن “هجوماً واسع النطاق يستهدف العاصمة”، وأن الدفاعات الجوية “تعمل بكثافة” لصد الضربات.
ضحايا وحرائق في العاصمة
وأعلن جهاز الطوارئ الأوكراني مقتل شخص واحد وإصابة ما لا يقل عن 15 آخرين، مشيراً إلى أنه تم إنقاذ “أكثر من 40 شخصاً” من مواقع الحرائق والدمار. وقال كليتشكو إن الحرائق اندلعت في أحياء متعددة، وإن فرق الإنقاذ استُدعيت للعمل طوال ساعات الفجر.
وأضاف أن من بين المصابين امرأة حامل ورجل في “حالة خطرة”، لافتاً إلى أن الهجوم ألحق أضراراً بشبكات التدفئة، خصوصاً في منطقة ديسنيانسكي حيث انقطعت التدفئة موقتاً عن بعض المباني.
وفي مدينة إربين المجاورة، وصف رئيس بلديتها أوليكساندر ماركوشين الليلة بأنها “صعبة” بسبب تحليق مكثف للصواريخ والمسيّرات.
روسيا تعلن إسقاط 216 مسيّرة أوكرانية
وفي المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها اعترضت “216 مسيّرة أوكرانية” خلال الليلة الماضية، بينها 66 فوق منطقة كراسنودار و45 فوق ساراتوف، مؤكدة استمرار “التصدي للهجمات الأوكرانية واسعة النطاق”.
وتواصل روسيا عملياتها العسكرية التي أطلقتها في 2022، متقدمة تدريجياً في شرق أوكرانيا، خصوصاً في دونيتسك التي تشهد المعارك الأكثر كثافة.
وفي الأسابيع الأخيرة، كثّفت موسكو ضرباتها على البنية التحتية المدنية والطاقة وشبكات السكك الحديد في أوكرانيا، بالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة واقتراب فصل الشتاء.
هجوم أوكراني على ميناء نوفوروسييسك
وعلى الجانب الروسي، تعرض ميناء نوفوروسييسك النفطي على البحر الأسود لهجوم أوكراني بطائرات مسيّرة فجر اليوم، ما تسبب في اندلاع حريق في مصفاة نفط قبل السيطرة عليه، وفق السلطات المحلية.
وقالت قيادة منطقة كراسنودار إن شظايا مسيّرات أصابت مباني سكنية وتسببت في إصابة شخص، بينما أعلن الميناء أن “حطام مسيّرة ألحق أضراراً بإحدى السفن المدنية”، ما أدى إلى إصابة ثلاثة من أفراد طاقمها.
وتتسبب الهجمات الأوكرانية المتكررة على منشآت النفط والغاز الروسية في إلحاق أضرار بخطوط الأنابيب وقطاع الطاقة، الأمر الذي ينعكس على ارتفاع أسعار الوقود داخلياً.
زيلينسكي يحذّر من تدهور الجبهة قرب زابوريجيا
وأمس الخميس، زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القوات المتمركزة قرب الجبهة الجنوبية الشرقية،منبّهًا إلى أهمية تعزيز الدفاعات في ظل خسارة مواقع جديدة خلال معارك عنيفة في المنطقة وفي شرق البلاد.
وأكد زيلينسكي أن الوضع قرب قرية أوريخيف يعد “أحد أصعب الأوضاع” على جبهة واسعة تمتد لمسافات طويلة، مشدّدًا على أن إيقاف التقدم الروسي في تلك المنطقة ضرورة لحماية مدينة زابوريجيا.
مساعٍ أوروبية لتأمين تمويل جديد لكييف
وفي بروكسل، اتفق وزراء مالية الاتحاد الأوروبي على أن اعتماد قرض تعويضي استنادًا إلى الأصول الروسية المجمّدة هو الخيار الأنسب من بين ثلاثة مقترحات يجري بحثها لدعم كييف مالياً.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن الاتحاد يمكنه إمّا الاقتراض المشترك لتغطية احتياجات أوكرانيا لعامي 2026 و2027، أو أن تلجأ كل دولة عضو إلى الاقتراض منفردة لتقديم منح لكييف. أما الخيار الثالث، الذي دفعته المفوضية، فيقوم على قرض يتحول فعلياً إلى منحة يعتمد على أصول البنك المركزي الروسي المجمّدة داخل الاتحاد.
ووصفت وزيرة الاقتصاد الدنماركية ستيفاني لوز، التي ترأست اجتماع الوزراء، مقترح المفوضية بأنه “الأكثر واقعية”، معتبرة أنه يجب التعامل معه باعتباره “أولوية قصوى” لضمان استمرار الدعم المالي لأوكرانيا.

