القليلون منهم قدّموا الأضاحي في الحقول الموحلة قرب المخيمات، لأن لديهم أقرباء في الخارج يرسلون إليهم ببعض الأموال، لكن لنسبة لمعظم اللاجئين الروهينغا الذين يُمنعون من التنقل والعمل، وينتظرون مساعدات الجمعيات الخيرية، فإن عيد الأضحى مناسبة تتجاوز مقدرتهم المادية.

احتفل مسلمو الروهينغا بعيد الأضحى في أكبر مخيم لاجئين في العالم في بنغلاديش، وذلك بعد قرابة ست سنوات على بدء الحملة العسكرية ضدهم، التي أدت إلى فرار أعداد كبرى من هذه الأقلية. وأدوا الصلاة  في مساجد مؤقتة أقيمت في المخيمات، وهم يتضرعون للخالق كي يمنحهم حياة أفضل، ويتساءلون ما إذا كانوا سيعودون إلى ديارهم في ميانمار يوماً.

القليلون منهم قدّموا الأضاحي في الحقول الموحلة قرب المخيمات، لأن لديهم أقرباء في الخارج يرسلون إليهم ببعض الأموال، لكن لنسبة لمعظم اللاجئين الذين يُمنعون من التنقل والعمل، وينتظرون مساعدات الجمعيات الخيرية، فإن هذه المناسبة تتجاوز مقدرتهم المادية.

يقول نور حافظ، الذي جاء إلى المخيم هرباً من حملة القمع الدامية التي أحرقت قريته في ميانمار: “في مثل هذا اليوم، من المفترض أن نكون سعداء، نشتري ملابس لأطفالنا، ويكون لدينا من النقود ما يكفي لإطعامهم وإخراجهم في نزهات لقضاء وقت ممتع، لكن ليس ثمة مكان يمكننا أن نأخذهم إليه، وليس لدينا المال الكافي لجعلهم سعداء.. أشعر بالحزن والإحباط الشديد”.

 وتعيد مشاهد ذبح الأضاحي إلى سكينة ذكريات الوجبات التي كانت تُعدها في منزلها، والهدايا الخاصة التي كانت تُقدَم في عيد الأضحى، تقول بحرقة: “قلبي يملؤه الحزن لأنني لم أتمكن من تقديم أضحية هذا العام، ليس لدي من المال ما يكفي حتى لشراء دجاجة”.

بالنسبة للعديد من اللاجئين فإن عيد الأضحى يعيد ذكريات مريرة، ففي عملية شبهتها الأمم المتحدة بـ”التطهير الإثني”، بدأ الجيش البورمي بدعم من ميليشيات بوذية، بطرد الروهينغا من قراهم في عملية قمع وحشية، في أغسطس 2017، وذلك قبل أيام فقط من احتفالات عيد الأضحى، ما أدى إلى فرار أكثر من مليون لاجئ.

ومنذ الانقلاب العسكري في عام 2021، ساءت الأوضاع في ميانمار وفشلت محاولات إعادة اللاجئين، الذين يخشون  الرجوع إلى قراهم المحروقة في غياب ضمانات أمنية، بعد تعرض مجتمعاتهم للقتل والتعذيب والاغتصاب.

شاركها.
Exit mobile version