يستعد الرئيس المنتخب دونالد ترامب لتولي منصبه مجددًا في يناير 2025، ويخطط لتنفيذ تغييرات جذرية تعيد تشكيل الولايات المتحدة. كما يتعهد بالبدء فورًا بتنفيذ أجندة تشمل ترحيل أعداد كبيرة من المهاجرين، واستئناف بناء الجدار الحدودي، وإلغاء منح الجنسية بالولادة.

اعلان

ويسعى ترامب أيضًا إلى تنفيذ سياسات مثيرة للجدل تشمل إنهاء الحرب في أوكرانيا، والعفو عن المتورطين في أحداث الكابيتول في السادس من يناير2021، ومنع الرياضيين المتحولين جنسيًا من المشاركة في رياضات النساء. كما يعتزم زيادة إنتاج الطاقة وفرض تعريفات جمركية جديدة، وهي سياسات يُتوقع أن تثير جدلًا سياسيًا وقانونيًا واسع النطاق، خاصة بين خصومه من الديمقراطيين والليبراليين.

ويتوقع المحللون نتائج متباينة لهذه السياسات، حيث يرى البعض أن تنفيذها قد يؤدي إلى تحولات جذرية في البلاد حيث يشير البروفيسور روجرز إم. سميث إلى ثلاثة سيناريوهات محتملة بحسب مجلة نيوزويك وهي:

  1. إما أن تحقق هذه السياسات نجاحًا كبيرًا يؤدي إلى تعزيز مكانة ترامب،
  2. أو أن تفشل بسرعة مما يخلق حالة من الارتباك،
  3. أو أن تستمر رغم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي قد تنتج عنها، ما يجعلها تحديًا كبيرًا للنظام السياسي الأمريكي.

ومن جهة أخرى، يرى سانفورد ليفنسون، أستاذ القانون بجامعة تكساس، أن ترامب قد غير بالفعل طبيعة السياسة الأمريكية، حيث ساهم في تطبيع أفكار كانت تُعتبر في الماضي متطرفة وغير مقبولة. ويعتقد ليفنسون أن هذا التحول سيؤدي إلى تحولات عميقة في القيم السياسية والمعايير الاجتماعية للبلاد، ما قد يعيد تشكيل مسارها السياسي على المدى الطويل.

من جانبه، يؤكد جون مكلوغلين، الرئيس التنفيذي لشركة “مكلوغلين وشركاه”، أن ترامب يمثل بالنسبة للكثيرين عودة إلى قيم الأمريكيين العاملين، ويعِد بإعادة بناء الاقتصاد، وتعزيز الروح الوطنية، وتحقيق السلام من خلال القوة. يرى مكلوغلين أن ترامب يسعى لاستعادة مكانة أمريكا على الساحة الدولية مع تلبية تطلعات القاعدة الشعبية التي أوصلته إلى السلطة.

ومع ذلك، تشير أندريا لويز كامبل، أستاذة العلوم السياسية بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إلى تحديات داخل الحزب الجمهوري نفسه. ترى أن الحزب يواجه ضغوطًا متزايدة من قاعدته الشعبية للحفاظ على البرامج الاجتماعية مثل الضمان الاجتماعي، بينما يطالب المانحون والنخبة الاقتصادية بسياسات تقشفية مثل تخفيض الضرائب وإصلاح أنظمة التقاعد.

ويثير هذا التوتر داخل الحزب الجمهوري تساؤلات حول مدى قدرة ترامب على تحقيق توازن بين تطلعات قاعدته الشعبية ومتطلبات داعميه من النخبة الاقتصادية. فهل سينجح الحزب في تنفيذ سياسات تلبي تطلعات الناخبين دون التضحية بمصالح النخبة؟

كما يعمل ترامب على تنفيذ أجندته الطموحة رغم التحديات السياسية والاجتماعية التي تواجهها. ويثير ذلك تساؤلات عميقة حول تأثير هذه السياسات على وحدة الأمة ومستقبلها.

وبينما يستعد الرئيس المتخب لبداية ولايته الثانية، يبقى السؤال المحوري: هل ستكون خططه قادرة على تحقيق طموحات الشعب الأمريكي، أم أنها ستصطدم بعراقيل سياسية واجتماعية تجعل تنفيذها مهمة مستحيلة؟

شاركها.
Exit mobile version