حذرت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير صدر يوم الأربعاء من تصاعد تجنيد الأطفال في العصابات المسلحة في هايتي، حيث تدفع ظروف المجاعة الأطفال للانضمام إلى هذه الجماعات. يتم استغلال الصبية في حمل السلاح، بينما تتعرض الفتيات للانتهاكات الجنسية ويُجبرن على القيام بالأعمال المنزلية.

اعلان

وأكدت المنظمة، التي تدافع عن حقوق الإنسان عالميًا، أنها تحدثت مع ستة أطفال كانوا أعضاءً في عصابات، وأعربوا جميعًا عن رغبتهم في المغادرة، موضحين أنهم انضموا بسبب الجوع، إذ كانت العصابات غالبًا المصدر الوحيد للطعام والمأوى أو المال. 

وأوضحت هيومن رايتس ووتش أن الصبية يتم استخدامهم كمخبرين وتدريبهم على الأسلحة، ويتم الزج بهم في المواجهات ضد الشرطة.

واستشهد التقرير بحالة صبي يدعى ميشال، وهو يتيم تم تجنيده عندما كان عمره ثماني سنوات فقط، حيث تلقى حينها بندقية كلاشينكوف محملة. 

أما الفتيات، فيتعرضن للاغتصاب ويُجبرن على الطهي والتنظيف لأعضاء العصابات، ويتم التخلص منهن غالبًا بعد حملهن.

خلال السنوات الأخيرة، توسع نفوذ العصابات في هايتي في ظل تراجع مؤسسات الدولة بسبب الأزمات السياسية والمالية. 

العصابات تسيطر حاليًا على مناطق يقطنها 2.7 مليون شخص، بينهم نصف مليون طفل. 

ومع هذا النمو، تضاعف تجنيد الأطفال في صفوف العصابات، وفقًا لما ذكرته هيومن رايتس ووتش. 

تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الأطفال يمثلون حوالي ثلث أفراد العصابات، محذرةً من استغلال الصبية في عمليات القتل والاعتداءات على المؤسسات، واستغلال الفتيات جنسياً، بل وقد يتعرضن للقتل إذا رفضن الاستجابة لأعضاء العصابات.

كما أفادت هيومن رايتس ووتش بأن العصابات تلجأ بشكل متزايد إلى وسائل التواصل الاجتماعي لتجنيد الأطفال. 

على سبيل المثال، زعيم عصابة “Village de Dieu”، وهو مغني راب، ينشر مقاطع موسيقية مصورة لجنوده، ولديه وحدة متخصصة لتدريب الأطفال على استخدام الأسلحة وإقامة نقاط التفتيش.

ووافقت الأمم المتحدة على طلب هايتي لإرسال بعثة أمنية لمساعدة شرطة الدولة الكاريبية في مواجهة العصابات قبل عام، ولكن حتى الآن لم يتم نشر البعثة إلا جزئيًا.

 ودعت هيومن رايتس ووتش حكومة هايتي والدول الأخرى إلى توفير مزيد من الموارد للقوات الأمنية، وضمان توفير الغذاء والتعليم للأطفال، بالإضافة إلى برامج إعادة تأهيل الأطفال المجندين.

قبل أيام، قُتل ما لا يقل عن 70 شخصًا، واضطر حوالي 6300 شخص للفرار من منازلهم نتيجة لهجوم شنّه مسلحون في وسط هايتي، كما أفادت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة.

وتعهد رئيس الوزراء غاري كونيل بمواجهة الجناة بقوة، في تصريحات أدلى بها في سان مارك يوم الجمعة، مضيفا: أن “من الضروري إلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة ووضعهم في السجن. إنهم بحاجة إلى دفع ثمن ما فعلوه، ويجب أن يتلقى الضحايا تعويضات”.

وقال مكتب مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في بيان: إنه “مذعور من هجمات العصابات يوم الخميس”.

اعلان

كما أدان الاتحاد الأوروبي العنف في بيان صدر يوم الجمعة، وقال إنه يشكل “تصعيدًا آخر في العنف الشديد الذي تلحقه هذه الجماعات الإجرامية بالشعب الهايتي”.

شاركها.
Exit mobile version