أعلن المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية جمال رشدي اليوم الأحد، أن وزراء الخارجية العرب تبنوا خلال اجتماعهم قراراً باستعادة سوريا لمقعدها بالجامعة، ما يدعم الجهود في المنطقة لتطبيع العلاقات مع بشار الأسد.
وذكر رشدي أن القرار جرى اتخاذه خلال اجتماع مغلق لوزراء الخارجية في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، بحسب وكالة رويترز.
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف؛ إن وزراء الخارجية العرب وافقوا على عودة نظام الأسد إلى جامعة الدول العربية، في ظل وضع عدد من الشروط، منها محاربة الإرهاب والاتجار بالمخدرات، وذلك بعد ما يقرب من 12 عاماً من الحرب في سوريا. وأضاف الصحاف أن وزراء الخارجية العرب وافقوا على إعادة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية “واع” عن الصحّاف قوله إن “دبلوماسية الحوار ومساعي التكامل العربي التي تبناها العراق كان لها جهد حقيقي في عودة سوريا للجامعة العربية”.
أمريكا تعلق
من ناحيتها، اعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية في أول تعليق لها على عودة نظام أسد إلى الجامعة العربية، أن عليه أن يلتزم بوعوده التي أطلقها.
وقالت الخارجية الأمريكية إن “مقاربتنا الآن ترتكز على ضرورة التزام النظام السوري بوعوده”، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تعتقد أن الحل السياسي هو المسار الوحيد لحل الأزمة السورية، بحسب ما نقلت قناة “الحدث”.
وأضافت أن عودة اللاجئين إلى سوريا يجب أن تكون آمنة وطوعية، مؤكدة أن منظومة العقوبات بشأن سوريا ما زالت موجودة وستُننفَّذ بما يتطابق مع القانون.
السوريون: عودة العار
وأثار قرار موافقة وزراء الخارجية العرب على عودة نظام الأسد إلى الجامعة العربية سخط ملايين السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عبّروا عن شعورهم بالتآمر والخذلان الذي جرى عليهم من قبل الدول العربية، لا سيما تلك التي سعت للتطبيع مع بشار الأسد لتكون شريكة معه في جرائمه بعد أن رضخت لإيران.
ورصدت أورينت نت أبرز التعليقات على مواقع التواصل حول قرار عودة الأسد إلى حظيرة العرب:
“ايران صار عندها مندوبين بالجامعه العربيه.. النظام السوري والعراقي”، “كل ما جرى تم بضوء اخضر امريكي”، “مبروك لإيران”، “عودة مشؤومة تحمل الخزي والعار لكل مطبع وضيع من الدول (العبرية) عاد المجرم وفي وزره مليون شهيد..! عاد المجرم بعد أن دمّر الشام وجثا على انقاضها..! عاد المجرم بعد أن باع البلاد للروسي والإيراني..! عاد المجرم دون شريعة السوريين..! عودة مجرم مغسل بالدماء إلى جامعة لا تعرف معنى للقيم والأخلاق.. هزلت”.
عودة مشروطة
والسبت، أفادت مجلة “المجلة” السعودية عبر موقعها الإلكتروني بشأن شرط عودة نظام الأسد إلى مقعده، بأن يتمثل في “ضرورة اتخاذ (النظام) خطوات عملية وفاعلة للتدرّج لحل الأزمة السورية وفق مبدأ خطوة مقابل خطوة”.
وسبق أن اجتمع وزراء خارجية مصر والعراق والسعودية والأردن والنظام، الإثنين الماضي في عمّان، لمناقشة كيفية تطبيع العلاقات مع النظام، وذلك مع اقتراب القمة العربية بالسعودية في 19 مايو/ أيار الجاري.
ويرفض أغلب السوريين عودة النظام إلى جامعة الدول العربية قبل تطبيق القرارات الدولية، وعلى رأسها القرار 2254، الذي يتحدّث عن انتقال سياسي في البلاد، لأنهم يعتبرون أن الأسباب التي أدّت إلى تعليق عضوية سوريا ما زالت قائمة في ظل استمرار وجود النظام الذي تسبب بقتلهم وتشريدهم.
وكانت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي (مقرّها في جدة)، قد علّقت عضوية النظام عام 2011 بسبب إجرامه بحق السوريين، حيث سحبت أغلب دول العالم مبعوثيها وأغلقت سفاراتها لدى النظام.