اعتبر الوزير اللبناني السابق معين المرعبي، الذي تسلّم أول حقيبة وزارية بشأن اللاجئين في حكومة سعد الحريري، أنَ الحملة الحالية مبالغٌ فيها وتنم عن عنصرية فجّة، فيما حمّل الممثل اللبناني وسام حنا، الحكومة مسؤولية عدم تنظيم اللجوء السوري في البلاد، وذلك مع استمرار الحملة العنصرية التي بدأها الجيش اللبناني الشهر الماضي لإعادة اللاجئين السوريين قسرياً إلى مناطق ميليشيا أسد.

عنصرية فجّة

وقال المرعبي، الذي شغل منصب أول وزير لشؤون النازحين في لبنان، وذلك في حكومة سعد الحريري الأولى (2016 – 2019)، إن الحملة المستجدّة ضد اللاجئين السوريين مبالغ فيها، وأنّها اتّخذت طابعاً غير إنساني ينمّ عن عنصرية فجّة. 

وتساءل المرعبي “أين كان يذهب اللبنانيون خلال كلّ الأحداث والحروب التي مرّوا بها؟ أولم يذهبوا إلى سوريا؟ ومن كان يستقبلهم هناك، نظام الأسد أم الشعب السوري؟”، بحسب ما نقل موقع “أساس ميديا”.

عرقلة تنظيم اللجوء السوري

ووفق ما قال المرعبي، فإنه خلال ولايته الوزارية كان هناك محاولات لتنظيم اللجوء السوري، إلا أن رئيس رئيس التيار الوطني الحر (التيار العوني) جبران باسيل، كان يعرقل بدعمٍ من ميليشيا حزب الله أيَّ عمل تنظيمي حول هذا الملف، وذلك بحجة فزّاعة توطين السوريين في لبنان.

وأشار المرعبي إلى أنه عندما كان وزيراً طلب وفد من أبناء القصير بريف حمص منه خلال قيامه بجولة على مخيّمات اللاجئين في عرسال، الحصول على ضمانات لعودة سكّان تلك المنطقة إلى منازلهم التي هُجّروا منها، أو مساعدتهم على الانتقال إلى مدينة جرابلس شمال سوريا، ونقل طلبهم إلى مجلس الوزراء دون أي تجاوب.

وأكد المرعبي أنه على السلطة في لبنان والقوى السياسية أن تطالب ميليشيا حزب الله بالانسحاب من المناطق التي يحتلّها في سوريا قبل أيّ شيء آخر، وهذا كفيل بعودة الكثير من السوريين طوعاً.

المشكلة ليست باللاجئين

وفي السياق ذاته، قال الممثل وسام حنا، خلال مقابلة معه على تلفزيون “إل بي سي”، إن لبنان لا يعرف كيف يتعاطى مع قضية اللاجئين السوريين، مضيفاً أن في كل بلدان العالم هناك نازحون ومهاجرون، كما إن اللبنانيين موجودون بكل مكان.

وذكر أن اللبنانيين الذين يعيشون في فرنسا ويطالبون بخروج السوريين من لبنان أضحكوه، مشيراً أن المشكلة ليست مع “النازحين” الذين اضطروا للهرب من بلدهم، وإنما المشكلة بالدولة اللبنانية التي لم تنظم عمليات اللجوء منذ البداية.

ضاقت عينهم على 200 دولار

وسخر “حنا” من طلب الحكومة اللبنانية من الأمم المتحدة الحصول على بيانات اللاجئين السوريين بعد مرور 13 عاماً على وصولهم إلى لبنان.

وأشار إلى أنه لا يجب تحميل المسؤولية للنازحين على ما يحصل في لبنان، طالما أن الدولة اللبنانية ليس لديها خطة محددة حتى الآن لتنظيم اللجوء بعد مرور كل هذا الوقت.

وعن المساعدات النقدية التي يتسلمها اللاجئون السوريون في لبنان من الأمم المتحدة، لفتَ “حنا” إلى أن بعض اللبنانيين حقودون وعينهم على جيب غيرهم، موضحاً أن السوري يحصل على 200 دولار من الأمم المتحدة، وبعض اللبنانيين الذي يشهّرون بالسوريين يدفعون هذا المبلغ على عشاء بأحد المطاعم.

ومع تواصل الحملة التي يشنّها الجيش اللبناني للقبض على اللاجئين السوريين وترحيلهم، رغم إعلان قائد الجيش العماد جوزيف عون وقف الحملة وإمهال السوريين فرصة لتسوية أوضاعهم القانونية، بدأت عمليات الاستغلال والابتزاز تلاحقهم على المستوى الحكومي، وكذلك من قبل أرباب العمل  لقاء تسوية أوضاعهم القانونية مقابل مبالغ مالية ضخمة.

شاركها.
Exit mobile version