اتهم تحليل إخباري في موقع ميدل إيست آي البريطاني منصة إكس، التي يملكها الملياردير الأميركي إيلون ماسك، بتأجيج الصراع المحتدم في السودان بين الجيش الوطني وقوات الدعم السريع.

وقالت الباحثة المقيمة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مرام مهدي والمحلل والكاتب المساهم في مركز ابتكار الحوكمة الدولية الكندي كايل هيبرت، في تحليلهما، إن الحرب الأهلية والكارثة الإنسانية في السودان طغت عليها أخبار الصراع في أوكرانيا وحرب إسرائيل على قطاع غزة.

وأضافا أن ما بدأ في أبريل/نيسان 2023 صراعا عنيفا على السلطة بين قائدي الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أحال البلد برمته إلى خراب.

ووفقا للتحليل، فقد استخدم طرفا الصراع الدعاية الرقمية على نطاق واسع، وعمد كلاهما إلى إخفاء الحقائق بشأن انتهاكاتهما، وسعيا إلى كسب عقول وقلوب الشعب السوداني والمحسنين في أنحاء العالم.

واعتبر الكاتبان أن النهج السلبي القائم على عدم التدخل الذي يتبناه إيلون ماسك، هو الذي مكّن الدعم السريع -وهي قوة شبه عسكرية “وحشية يرأسها أمير الحرب” حميدتي- من اصطناع مظهر زائف بالعطف والرحمة والتستر على الفظائع “الشنيعة” التي ترتكبها قواته.

وبالمقابل، يستعين البرهان بأجهزة الإعلام الحكومية والمنافذ الإعلامية “المتعاطفة معه” في إيصال رسائله الدعائية.

استغلال الشبكات الاجتماعية

وعلى النقيض من ذلك، تستغل قوات الدعم السريع “بمهارة” وسائل التواصل الاجتماعي للظهور بمظهر الممثل للديمقراطية، على حد تعبير المقال الذي يصف منصة إكس بأنها -على وجه الخصوص- تثير المشاكل في قضايا من هذا النوع رغم أن ذلك لا يقتصر عليها بل يمتد إلى منصات أخرى أيضا.

والدليل على براعة قوات الدعم السريع في الدعاية الإعلامية أنها أنشأت عقب اندلاع القتال بوقت قصير، وتحديدا في مايو/أيار 2023، خطا ساخنا على برنامج المراسلات والمكالمات “واتساب” لربط السكان في المناطق التي تسيطر عليها بالمساعدات الإنسانية وبعمليات الإجلاء. كما شكلت فريق عمل شبيها بالشرطة بزعم حماية المدنيين من التعرض للجرائم في ظل انهيار الأمن والنظام.

وبحسب المقال التحليلي، فقد نشر حميدتي مقطع فيديو يوم 12 أغسطس/آب الماضي على منصة إكس أعلن فيه عن إنشاء قوة مدنية جديدة في مناطق سيطرة قواته وتفويضها بحماية أرواح وممتلكات المدنيين، وتسهيل العمليات الإنسانية وضمان سلامة عمال الإغاثة، وتيسير العودة الطوعية للنازحين إلى مجتمعاتهم الأصلية.

وأشار المقال إلى أن مقطع الفيديو حاز على أكثر من 800 ألف مشاهدة في غضون أيام قليلة على صفحته الرسمية وحدها “لإظهار نفسه كزعيم مهتم وملتزم”.

غير أن مرام وهيبرت يقولان إن المحللين لا يتوقعون أن تحقق هذه الرؤية الشيء الكثير، مشيرين إلى أنه لا توجد معلومات تذكر حول كيفية تشكيل هذه القوة الجديدة أو كيفية عملها، كما كان متوقعا.

أشخاص في مخيم للنازحين قرب مدينة سنجة بولاية سنار بالسودان (الأوروبية)

استغلال ستارلينك

وبينما تصور قوات الدعم السريع نفسها على منصة إكس على أنها تسهل المساعدات الإنسانية والخدمات الاجتماعية وغيرها من الأعمال، أفادت وكالات الأمم المتحدة بأن المجموعة أعاقت تقديم الإغاثة الإنسانية إلى المحتاجين بعرقلتها الشاحنات التي تحمل المساعدات الغذائية من إيصالها إلى المحتاجين.

وقال الكاتبان إن هناك مزاعم بأن مقاتلي الدعم السريع متورطون بارتكاب جرائم تتعلق بالتطهير العرقي والقتل المنهجي والعنف الجنسي ضد الجماعات العرقية غير العربية في إقليم دارفور.

“وما يزيد الطين بلة” أن قوات الدعم السريع تستغل خدمات الإنترنت عبر شبكة الأقمار الصناعية “ستارلينك” المملوكة لإيلون ماسك بهدف الالتفاف على انقطاع الإنترنت والعمل كآلة قتالية أكثر كفاءة.

وجاء في المقال أيضا أن قوات الدعم السريع حصلت على محطات تابعة لستارلينك عبر طرق التهريب غير المشروعة التي تربط السودان بتشاد وجنوب السودان المجاورتين.

وختم الكاتبان بالقول إن وضع قيود على مساعي وقف الحملات الدعائية للحرب في السودان على المنصات الرقمية من شأنه أن يحدث فرقا في الوقت الحالي.

شاركها.
Exit mobile version