مراسلو الجزيرة نت
الخليل- بعد ساعات من عمليتي تفجير استهدفتا مستوطنتين، شمالي مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة أحياء في المدينة وداهمت منازل وفجرت أحد المباني، كما شددت إجراءاتها في محيطها.
ومساء أمس الجمعة، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية إصابة قائد لواء “غوش عتصيون” وجندي وعدد من المستوطنين إثر عملية تفجير مزدوجة استهدفت مستوطنتي “غوش عتصيون” و”كرمي تسور”.
واليوم السبت، داهمت قوات الاحتلال مدينة الخليل وحاصرت حيي وادي الهرية وجبل أبو رمان، وأجرت تفتيشات وحطمت محتويات عدة منازل واعتقلت عدة مواطنين.
لجان المقاومة في #فلسطين: ننعى محمد مرقة وزهدي أبو عفيفة منفذي العمليتين البطولتين في مستوطنتي كرمي تسور وعتصيون شمالي الخليل#الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/Z6Hm4RcoGU
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) August 31, 2024
تشديد وإغلاقات
وظهر اليوم السبت، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية أبلغتها اليوم باستشهاد الشابين محمد إحسان ياقين مرقة وزهدي نضال أبو عفيفة، وكلاهما من مدينة الخليل، برصاص الاحتلال شمال المدينة الليلة الماضية.
وقال شهود عيان -للجزيرة نت- إن جيش الاحتلال فجّر خلال اقتحامه المدينة بناية قديمة، يزعم أنها استُخدمت لتجهيز عمليتي التفجير مساء أمس الجمعة.
تغطية صحفية: آثار تخريب الاحتلال لمحتويات منزل عائلة الشاب محمد مرقـ ـة أحد منـ ـفذي عمليـ ـة التفجـ ـير المزدوجة في الخليل. pic.twitter.com/nELPgVzzZy
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) August 31, 2024
وأفاد الشهود بتعرض منازل عائلتي الشهيدين للاقتحام حيث جرى تفتيشها وتحطيم محتوياتها والعبث بمقتنيات أصحابها. وترفض أُسرتا الشابين الحديث لوسائل الإعلام، وأكدتا أنهما لم تبلغا رسميا باستشهاد ابنيهما.
وفور وقوع العملية، مساء أمس الجمعة، سارع جيش الاحتلال إلى إغلاق مدينة الخليل وعدد من قراها شمالا وشرقا من خلال بوابات حديدية مثبتة على مداخلها.
كما أغلق جيش الاحتلال المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة من الخليل، ومنع دخول المصلين إليه ورفع أذان صلاة الفجر، وفق ما أكده -للجزيرة نت- إمام ومدير المسجد الشيخ معتز أبو سنينة، قبل أن يعاد افتتاح المسجد مع ساعات الظهر وفق قيود مشددة.
مشاهد لتفجير الاحتلال غرفة زراعية في الخليل بالضفة الغربية pic.twitter.com/BwbJoI1XMA
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) August 31, 2024
عقوبات جماعية
من جهته، قال رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة -للجزيرة نت- إن جيش الاحتلال فرض على المدينة “إجراءات تندرج تحت إطار العقوبات الجماعية، واعتدى على المقدسات ومنع حرية العبادة والحركة”.
وأشار إلى “إغلاق شامل للخليل ومحيطها وتحويلها إلى سجن كبير على حساب حرية حركة المواطنين، ما أدى إلى شلل كبير في الحياة العامة وحرية التنقل بين المدينة من جهة وقراها من جهة ثانية”.
ولفت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أغلق منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جميع منافذ المدينة وشرايين اتصالها بالبلدات المحيطة، وأبقى للمدينة ولكل قرية منافذ محددة يغلقها بالأقفال متى يشاء، “وهذه طبيعة الاحتلال العدوانية والعنصرية والتي ارتبطت بالإبادة الجماعية وقتل الأطفال”.
صور تظهر انتشار قناصة الاحتلال على سطح بناية في مدينة #الخليل#حرب_غزة pic.twitter.com/k07wyN3a8A
— قناة الجزيرة (@AJArabic) August 31, 2024
منع تجول
تنعكس إجراءات الاحتلال في الخليل بشكل ملموس على سكان البلدة القديمة من المدينة، وبشكل خاص محيط المسجد الإبراهيمي ومناطق انتشار البؤر الاستيطانية.
وقال عماد أبو شمسية، عضو تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان، وهو تجمع أهلي مختص بمتابعة وتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية في تلك المنطقة، إن الاحتلال يمنع السكان من التنقل من مساء الجمعة حتى مساء السبت، لكنه شدد إجراءاته أكثر أمس واليوم.
وأضاف أن حواجز الاحتلال المنتشرة في محيط المسجد تغلَق أمام مئات العائلات والتي يصل تعداد أفرادها إلى 720 شخصا، ويبقى السكان سجناء في البيوت يُمنعون حتى من الجلوس في شرفات المنازل.
وقال أبو شمسية إن الوضع “لا يقل سوءا في باقي أيام الأسبوع، حيث يخضع السكان للقيود والتفتيشات منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي”. وكشف انعكاس العقوبات الجماعية على وجود السكان “هناك عائلات وجدت بدائل فهجرت منازلها وغادرت البلدة القديمة”.
وقسّم اتفاق الخليل بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1997 المدينة إلى قسمين؛ واحد يخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة ويشمل البلدة القديمة بما في ذلك المسجد الإبراهيمي وأحياء حديثة قريبة منها، وقسم آخر يخضع للسلطة الفلسطينية.