تزامنا مع موجة تحريض منظمة، تنشغل أجهزة الاحتلال بملاحقة خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري (86 عاما)، تارة بالتحقيق والإبعاد، وتارة بالتهديد بهدم المنزل، بينما -يقول أحد محاميه للجزيرة نت- إن تلك الملاحقة هدفها الانتقام من صبري الذي يلقبه المقدسيون بـ”أمين المنبر”.

ففي أحدث تضييق، واستباقا لشهر رمضان، اقتحم الاحتلال في 18 فبراير/شباط الجاري، منزل الشيخ في حي الصوانة بمدينة القدس، وسلّم عائلته قرار استدعاء لتجديد إبعاده عن الأقصى، رغم سفره خارج فلسطين آنذاك، وفق ما أكدت عائلته للجزيرة نت.

ويدفع الشيخ ثمن مواقفه، التي يصدح بها من فوق منبر المسجد الأقصى رغم التضييق الإسرائيلي غير المسبوق على الكلمة في القدس.

ويتولى عكرمة الخطابة في المسجد الأقصى المبارك منذ عام 1973، وكان حينها مديرا لمدرسة الأقصى الثانوية الشرعية.

عريضة وتواقيع

وكان الشيخ صبري خطب في المصلين لأول مرة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، في المسجد الأقصى، وذلك في الأول من ديسمبر/كانون الأول، وطالب بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ونصرة الأقصى، ليقتحم الاحتلال بعد يومين من الخطبة البناية السكنية التي يسكن فيها، ويخطر سكانها بإخلائها تمهيدا لهدمها.

ومنذ ذلك الحين، وعلى مدى 14 شهرا، تحرض جماعات المستوطنين على الشيخ لتسريع هدم بيته، حيث نشرت إحدى جماعات الهيكل (بيدينو) لافتات في أنحاء متفرقة غرب القدس وتل أبيب، تطالب بهدم البيت، كما أطلقت عريضة إلكترونية لجمع التواقيع، وذيّلتها بجملة “الوزير بن غفير.. من أجل جبل الهيكل أعط الأمر بالتدمير”.

وعلى غرار تلك الجماعة، أطلق موقع “الصوت اليهودي” المعروف بتحريضه على الفلسطينيين، حملة كبيرة ضد الشيخ صبري، واتهمته بدعم الإرهاب والتحريض، كما نشر المستوطنون صورة للبناية السكنية التي يقطن فيها، مع إحداثياتها، وطالبوا بالاحتشاد أمامها، علما أن تلك البناية تبعد أمتارا معدودة عن بؤرة استيطانية أقامها الاحتلال في قرية الطور، وتدعى “بيت أورو”.

إبعاد

ويهدد الاحتلال البناية السكنية بالهدم منذ عام 2003، علما أنها شيدت عام 1998 وتؤوي 17 عائلة. ودفعت العائلات مخالفات مالية باهظة لتجميد الهدم حتى اليوم، دون جدوى.

يذكر أن الاحتلال سلّم الشيخ صبري قرار إبعاد عن المسجد الأقصى لمدة 6 أشهر، في الثامن من أغسطس/آب 2024، وهي مدة الإبعاد الأطول التي يتلقاها الشيخ.

وجاء قرار الإبعاد بذريعة نعيه خلال خطبة الجمعة في الأقصى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الذي اغتيل في العاصمة الإيرانية طهران، في 31 يوليو/تموز 2024، حيث تعرض الشيخ على إثر نعيه للتحقيق، الذي سُئل فيه عن رأيه بالجهاد والأسرى.

شاركها.
Exit mobile version