غزة- لم يكن يتوقع الخمسيني جلال كامل الذي جاء مشيا على الأقدام من حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة إلى حي التفاح شرقها من أجل شراء ربطة خبز، أن أزمة الاصطفاف على الطابور ستتفاقم رغم مرور أكثر من أسبوعين على دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في القطاع.

ويقول: “نعاني كثيرا من أزمة الخبز لأنه المصدر الوحيد لتناول وجبات الطعام، ومنذ سريان الاتفاق لم يحدث أي تغيير، فالطابور طويل والحصول على ربطة خبز بحاجة إلى الانتظار ساعات طويلة”.

كان كامل يتوقع أن تزيد الإنتاجية ويكون هناك خطة لفتح أكبر عدد من المخابز في مدينة غزة حتى يستطيع المواطن أن يحصل على ربطة الخبز بسهولة، وعبّر عن سخطه من استغلال الباعة المتجولين الأزمة وبيع الربطة بأضعاف أسعارها في السوق السوداء.

الحصول على ربطة الخبز في غزة يحتاج الانتظار ساعات طويلة (الجزيرة)

وضع صعب

وفيما يخص البلديات، قال كامل إنها لم تستأنف دورها حتى هذه اللحظة رغم مرور عدة أيام على التهدئة، كما أن الطرقات غير معبدة وهناك الكثير من الركام يعيق الحركة، ولا تصل المياه للعديد من المناطق والمخيمات.

من جانبها، عبرت العشرينية سديم عيسى عن غضبها من الوضع القائم في شمال القطاع، وأوضحت أنها انتظرت “على أحر من الجمر” فتح حاجز نتساريم من أجل العودة إلى مدينة غزة. و”رغم فرحتها بهذا الإنجاز، إلا أن الخدمات المعدومة في المدينة وشمالها، والمعاناة الشديدة نتيجة تدمير البنية التحتية وكل مقومات الحياة فيها، أرهقتها”.

وتقول سديم: “كنا نتوقع عند عودتنا أن نجد العديد من المخابز أعيد فتحها، وأن يكون هناك مأكل ومشرب والشوارع والطرقات أفضل مما عليه، ولكن الوضع صعب للغاية حتى يومنا هذا”.

من جهته، يوضح وليد اليازجي من “إدارة مخابز اليازجي” أنه مع بدء عودة النازحين من جنوب وادي غزة إلى شماله، تلقوا وعودا من قبل برنامج الغذاء العالمي بإعادة فتح ما يقارب من 5 إلى 6 مخابز في مدينة غزة. ويؤكد أنه رغم مرور أسبوعين على سريان وقف إطلاق النار، إلا أن عدد المخابز التي تعمل ما زال كما هو ولم يتم إعادة فتح أي واحدة جديدة حتى هذه اللحظة.

وبحسب اليازجي، فاقمت عودة النازحين الوضع سوءا؛ إذ زاد الاصطفاف على المخابز وتضاعف الازدحام أمامها، معتبرا أن الأزمة “من الصعب أن تنتهي وتعود إلى ما كانت عليه قبل حرب الإبادة الجماعية على القطاع، حيث كان أكثر من 50 مخبزا يعمل في مدينة غزة والشمال”.

أزمة المخابز والعائدون إلى غزة
5 مخابز تعمل في مدينة غزة (الجزيرة)

استعدادات

أما معتز عجور من “إدارة مخابز كامل عجور” فيؤكد أن الاستعدادات جارية “على ما يرام” وأن 5 مخابز تعمل في مدينة غزة، وسيتم خلال المرحلة القادمة فتح 6 إضافية، معتبرا أن ذلك “غير كافٍ مقارنة بالكثافة السكانية لأهالي غزة”.

ويتابع أنه في الوقت الحالي لا توجد نقاط بيع للمخابز، وأي نقطة بيع ستشتغل يجب أن يتم التنسيق المسبق لها مع برنامج الغذاء العالمي لأن كل المخابز العاملة في شمال القطاع تعمل ضمن آلية التنسيق، والبرنامج يمدها بالطحين والسكر والوقود وكافة المواد اللازمة لإنتاج الخبز.

وتوقع عجور أن يساهم دخول غاز الطهي بشكل مستمر لكافة العوائل في التخفيف من أزمة الاصطفاف والانتظار الطويل من أجل الحصول على ربطة الخبز.

العائدون إلى مدينة غزة وجدوا دمارا هائلا في البنية التحتية (الجزيرة)

ردا على ذلك، يوضح ماهر سالم مدير التخطيط والمياه والصرف الصحي في بلدية غزة أنه منذ اليوم الأول للعدوان على القطاع، بذلت البلدية جهدا لتلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين من مياه وخدمات صرف صحي وتنظيف الشوارع وفتحها. وأكد أن حجم التحديات كبير جدا، فالبنية التحتية مدمرة بالكامل عدا عن قطع التيار الكهربائي.

وأضاف أنه منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار، بادرت البلدية بشكل مباشر إلى فتح الشوارع لتسهيل حركة المواطنين باستخدام 8 آليات ثقيلة، وتم تحديد أكثر من 54 شارعا رئيسا يتم العمل على تسويتها وإزالة الركام منها، وتم زيادة تشغيل آبار المياه لتلبية احتياجات السكان.

ووفقا له، تعمل البلدية على معالجة شبكات الصرف الصحي وصيانتها، وهناك 5 آبار في مرحلة الصيانة، وخلال الفترة القادمة ستعمل على تشغيل 20 بئرا. مشيرا إلى وجود مشروع كبير لترحيل النفايات من كافة أحياء وشوارع القطاع إلى منطقة فراس وسط القطاع كمكب مؤقت.

برنامج الغذاء العالمي يمد مخابز غزة بكل مستلزمات إنتاج الخبز (الجزيرة)

مرحلة انتقالية

وأكد ماهر سالم مدير التخطيط والمياه والصرف الصحي في بلدية غزة ضرورة تجنب حدوث انتكاسة في توريد الوقود اللازم لتشغيل شبكات المياه والصرف الصحي وأن لا يكون هناك مماطلة في إدخال المولدات. ودعا جميع المؤسسات المحلية والدولية إلى تسهيل إدخال كافة القطع اللازمة لأعمال الصيانة.

وتحدث سالم عن “مرحلة انتقالية قد تمتد فترة من الزمن للوصول إلى الاكتفاء وتلبية احتياجات المواطنين”.

وعن حجم التدمير، يقول إنه في مدينة غزة تم:

  • تدمير 115 كيلومترا من شبكات المياه من أصل 550 كيلومترا.
  • تدمير 170 كيلومترا من شبكات الصرف الصحي من أصل 500 كيلومتر.
  • تدمير 15 كيلومترا من شبكات مياه الأمطار من أصل 35 كيلومترا، مما أدى إلى تدهور في حالة الشبكات.
  • تدمير 63 بئر مياه من أصل 85 بئرا.
  • تدمير 33 آلية ثقيلة من أصل 183.
  • تدمير 8 محطات صرف صحي وهي المحطات الرئيسة.
شاركها.
Exit mobile version