|

قالت صحيفة لوموند إنها خصصت سلسلة من التقارير للحرب الأهلية المدمرة التي تمر تحت الرادار الدبلوماسي والإعلامي رغم أنها خلفت أكثر من 150 ألف قتيل وأجبرت 13 مليون شخص، أي ربع السكان على الفرار، مؤكدة أنه آن لهذا الكابوس الذي يجثم على صدور السودانيين أن ينتهي.

وأوضحت الصحيفة الفرنسية في افتتاحيتها، أن ما يحدث في السودان هو الصراع الأكثر تدميرا في الوقت الحالي، لكنه يمر دون أن تلتقطه رادارات الدبلوماسية ووسائل الإعلام والاحتجاجات الشعبية، رغم أن تقارير الصحيفة وصفت بشكل درامي محنة السكان المدنيين العالقين وسط نيران صراع سخيف بين جنرالين أطاحا معا بالحكومة الانتقالية الديمقراطية عام 2021.

وقد ظلت القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، والمليشيات شبه العسكرية التابعة لقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف (حميدتي)، تجر على مدى 18 شهرا، هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 49 مليون نسمة إلى دوامة من العنف لا يتوقع أحد مآلاتها.

الضغوط الدولية، القادرة على إعادة السودان إلى طريق السلام، تتطلب أن يتوقف الرأي العام عن تجاهل هذا البلد وتركه لمصيره، وبالتالي أقل ما يمكن أن نفعله هو ألا ننسى ما يعصف بالسودان

ورأت لوموند أن هذا الصراع المنبثق من الاستياء من النخب التي احتكرت السلطة منذ الاستقلال عام 1956 والعشائرية والعرقية، تغذيه أيضا المنافسات الدولية التي تضع عينها على خيرات السودان، من الذهب والساحل والإشراف على بوابات التجارة العالمية.

ورغم استعادة القوات المسلحة السودانية الأرض في العاصمة الخرطوم، فإن رجال حميدتي يسيطرون على أكثر من ثلث البلاد ويرتكبون فظائع بدرجة غير مسبوقة -حسب الصحيفة- ولا شيء في ميزان القوى الحالي يسمح بتصور أن أحد الأطراف المتحاربة قادر على إخضاع البلاد بأكملها.

ولعل السقوط المحتمل لمدينة الفاشر، عاصمة دارفور التي تحاصرها قوات الدعم السريع، ستمنح حميدتي السيطرة على منطقة تعادل مساحة فرنسا، مما سيضع مسألة وحدة البلاد على المحك.

وقالت الصحيفة إن الصراع الآن دخل مرحلة الحرب الشاملة التي يدفع المدنيون ثمنها، مؤكدة أن الكابوس الطويل الذي يعيشه السودانيون تحت القصف الجوي، ووسط المجازر والاغتصاب والأوبئة والموت على خلفية الأزمة الإنسانية، يجب أن ينتهي.

ودعت إلى منع التدفق المستمر للأسلحة التي تزود الأطراف المتحاربة واستئناف مسار الوساطة الذي تم التخلي عنه في أكتوبر/تشرين الأول، ولكنها خلصت إلى أن الضغوط الدولية، القادرة على إعادة السودان إلى طريق السلام، تتطلب أن يتوقف الرأي العام عن تجاهل هذا البلد وتركه لمصيره، وبالتالي أقل ما يمكن أن نفعله هو ألا ننسى ما يعصف بالسودان.

شاركها.
Exit mobile version