سلط تقرير بصحيفة واشنطن بوست الضوء على المعاناة الإنسانية “الصادمة” التي يعيشها أهل شمال غزة تحت نيران جيش الاحتلال، والتي راح ضحيتها أكثر من 43 ألف شهيد، 80% منهم ارتقوا جراء انهيار المباني على رؤوسهم.

وقال إشان ثارور، وهو كاتب عمود بالصحيفة، إن 70% من الشهداء نساء وأطفال، أما الفئة العمرية الأكثر استهدافا فهم الأطفال بين سن 5 و9 سنوات.

وأعلنت الأمم المتحدة الجمعة أن سكان شمال القطاع باتوا يعيشون مجاعة، واستشهد التقرير بتصريح قدمه سعيد الكيلاني –أحد سكان الشمال- للصحيفة الأسبوع الماضي، قال فيه إن العثور على الطعام أصبح مستحيلا، كما أن المياه مالحة جدا لدرجة أنها غير صالحة “للحيوانات أو النباتات، ومع ذلك ليس أمامنا خيار سوى شربها”. 

وأضاف أنه خلال الاجتياح الإسرائيلي الأول للقطاع، “كنا نقتات بالعشب، ولكن الآن حتى العشب لم يعد موجودا”.

"هي أمي.. بعرفها من شعرها".. صدمة طفلة في غزة بعد استشهاد والدتها وأختها

مجتمع بأكمله بات الآن “مقبرة”

ووفق التقرير، فإن لويز ووتريدج، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، نشرت مقطعا مصورا لها وهي تقود سيارتها عبر مساحات شاسعة من شمال القطاع، حيث يظهر مشهد من المباني المدمرة على مدّ البصر.

وكتبت على الإنترنت “لا توجد طريقة لمعرفة من أين يبدأ الدمار وأين ينتهي، بغض النظر عن الاتجاه الذي تدخل منه إلى غزة، فالمنازل والمستشفيات والمدارس والعيادات الصحية والمساجد والشقق والمطاعم كلها سوّيت بالأرض تماما. مجتمع بأكمله بات الآن مقبرة”.

الدمار في المنازل والأسواق والبنى التحتية جراء القصف الإسرائيلي على مخيم جباليا للاجئين بشمال قطاع غزة (الجزيرة)

ما بعد نقطة الانهيار

وأشار التقرير إلى تعليق يان إيغلاند، الدبلوماسي النرويجي السابق ورئيس المجلس النرويجي للاجئين، الأسبوع الماضي بعد جولة في القطاع، بأن الوضع في المناطق الشمالية والوسطى من غزة “أسوأ من أي شيء لامس خيالي، وأنا عامل إغاثة ذو خبرة طويلة وتجارب عديدة”.

وقال إيغلاند في بيان له “إن ما شهدته وسمعته في شمال غزة كان واقع شعب دُفع إلى ما بعد نقطة الانهيار. رأيت عائلات ممزقة، رجالها وفتيانها محتجزون وقد فرّقوا عن أحبائهم، وعائلات غير قادرة حتى على دفن موتاها، بعضهم أمضى أياما دون طعام، ومياه الشرب غير متوفرة في أي مكان. ما تكرر أمام عيني هو مشاهد من الأسى المطلق تليها أخرى مثلها”.

وفي الوقت الذي تزداد فيه الكارثة الإنسانية سوءا، أشار بعض المسؤولين الإسرائيليين إلى أن الجيش سيمنع سكان مناطق معينة في الشمال من العودة إلى منازلهم، وذلك يؤكد صحة ادعاءات الجماعات الحقوقية والعاملين في المجال الإنساني بأن إسرائيل قد تكون تمارس التطهير العرقي في القطاع، حسب التقرير.

غزة وترامب

وذكر التقرير قول مصدر مطلع إن “هناك تفاهم بين الرئيس المنتخب دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنهما سيعملان معا على إنهاء حروب إسرائيل”، وأكد المصدر أن أي إنجاز دبلوماسي لن يأتي إلا بعد تنصيب ترامب بالغالب.

وحسب المصدر، “يريد نتنياهو مساعدة ترامب على تحقيق هذا الإنجاز، ومن ثم فقد يؤجل وقف إطلاق النار أو اتخاذ أي قرارات مهمة بشأن الحرب إلى حين تولّي ترامب منصبه في 20 يناير/كانون الثاني، على الرغم من عدم تصريحه بذلك علنا”.

وبينما لم يفصل ترامب رؤيته لإنهاء الصراعات الحالية، وفق التقرير، إلا أن إدارته قد ترفع أي قيود محتملة تضعها إدارة الرئيس جو بايدن على المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل إذا ما فشلت بتحقيق الطلب الأميركي في تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة بحلول الأسبوع المقبل.

شاركها.
Exit mobile version