باتت المواجهة بين مانشستر سيتي الإنكليزي وريال مدريد الإسباني، حامل اللقب والأكثر تتويجا في التاريخ (15 لقبا)، من كلاسيكيات مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم في العصر الحديث، لكنهما يتواجهان الآن في سيناريو لم يعتادا عليه وهو الملحق عوضا عن الأدوار المتقدمة.
فرض النظام الجديد للمسابقة القارية الأم واقعا جديدا أسفر عن تأهل فرق مثل أستون فيلا الإنكليزي وليل الفرنسي وباير ليفركوزن الألماني مباشرة إلى الدور ثمن النهائي، فيما تجد فرق مثل عمالقة القارة ريال وميلان ويوفنتوس الإيطاليين وبايرن ميونيخ الألماني نفسها تقاتل من أجل حياتها في ملحق من ثماني مواجهات لتحديد من سيلحق بركب الفرق الثمانية الأولى.
وبعدما حل في المركز الثاني عشر، وجد ريال نفسه يجدد الموعد مع سيتي الذي كان قاب قوسين أو أدنى من توديع المسابقة التي أحرز لقبها للمرة الأولى في تاريخه عام 2023، قبل أن ينقذ نفسه في الرمق الأخير ويحل في المركز الثاني والعشرين بنفس رصيد دينامو زغرب الكرواتي، صاحب المركز الخامس والعشرين أي الأول خارج الملحق.
وستكون مواجهة الملحق التي يقام ذهابها الثلاثاء في مانشستر قبل أن يستضيف ريال الإياب الأربعاء المقبل، الرابعة بين الفريقين في المواسم الأربعة الأخيرة.
وتلقي وكالة فرانس برس نظرة على المواجهات الخمس التي جمعت الفريقين خلال العقد الأخير من الزمن، من دون احتساب مواجهتهما الأولى التي كانت في دور المجموعات خلال موسم 2012-2013 (3-2 ذهابا لريال و1-1 إيابا).
– نصف نهائي 2015-2016: هدف واحد يحسم الأمور –
كان سيتي بقيادة المدرب التشيلي مانويل بيليغريني يأمل في الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة، لكن تمريرة عرضية من الويلزي غاريث بايل تحولت بالخطأ في الشباك وقضت على حلمه. بعد التعادل من دون أهداف ذهابا في مانشستر، اصطدمت عرضية الجناح الويلزي بمدافع سيتي البرازيلي فرناندو وسقطت الكرة من فوق الحارس جو هارت.
وطالب سيتي بطرد مدافع ريال لوكاس فاسكيز في وقت متأخر من اللقاء بسبب خطأ قاس على رحيم سترلينغ، لكن شكواه لم تلق صدى ووصل فريق النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى النهائي للمرة الرابعة عشرة في انجاز قياسي. واصل العملاق الإسباني بقيادة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان مشواره حتى اللقب بفوزه على جاره أتلتيكو مدريد في ميلانو في تكرار لنهائي 2014، رافعا رصيده إلى 11 لقبا في المسابقة.
– ثمن نهائي 2019-2020: الأفضلية لسيتي في أزمة كوفيد –
بوجود الإسباني بيب غوارديولا على رأس الإدارة الفنية لسيتي، حول الفريق الإنكليزي تخلفه في مدريد بهدف لإيسكو إلى فوز متأخر 2-1 بفضل البرازيلي غابريال جيسوس والبلجيكي كيفن دي بروين في شباط/فبراير 2020.
لكن الفريقين انتظرا ستة أشهر لمعرفة أي منهما سيتأهل إلى ربع النهائي بعدما تسببت جائحة كوفيد في تعليق النشاط الرياضي حول العالم، وعادا إلى الملعب في آب/أغسطس من ذلك العام لإكمال المواجهة في مانشستر خلف أبواب موصدة وكان جيسوس على الموعد بتسجيله هدف الفوز 2-1 أيضا، فيما كان الهدف الأول لسترلينغ والتعادل للفرنسي كريم بنزيما.
وصل سيتي إلى الدور ربع النهائي الذي أقيم من مباراة واحدة في لشبونة بسبب كوفيد، لكن المشوار انتهى بالخسارة أمام ليون الفرنسي 1-3.
– نصف نهائي 2021-2022: ريال يعود من تحت الأنقاض –
يمكن القول من دون تردد أن ريال عاد في هذه المواجهة من تحت الأنقاض وقدم إحدى أعظم الملاحم الكروية. احتضن سيتي ذهاب نصف النهائي الذي سيطر عليه تماما وتقدم فيه على منافسه الملكي مرتين بفارق هدفين قبل أن يكتفي في النهاية بأفضلية هدف وحيد 4-3.
في العاصمة الإسبانية، بدت بطاقة النهائي محسومة لصالح الضيف الإنكليزي بعدما وضعه الجزائري رياض محرز في المقدمة قبل 17 دقيقة على النهاية، لكن العملاق الإسباني لم يلق سلاحه ورد بهدفين قاتلين للبرازيلي رودريغو في الوقت بدل الضائع، فارضا التمديد الذي حسمه بنزيما بركلة جزاء حملت فريق المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي إلى النهائي في باريس حيث تغلب على ليفربول الإنكليزي 1-0 وأحرز لقبه الرابع عشر.
– نصف نهائي 2022-2023: رد مذل من سيتي –
تعلم سيتي الدرس وكان الرد هذه المرة قاسيا في طريقه إلى غزو أوروبا أخيرا. بعدما تقدم ريال ذهابا عبر البرازيلي فينيسيوس جونيور، رد الفريق الإنكليزي بواسطة دي بروين وعاد من برنابيو بالتعادل 1-1.
على أرضه، بدا سيتي قوة لا يمكن إيقافها، منهيا الشوط الأول بثنائية للبرتغالي برناردو سيلفا، قبل أن يوجه السويسري مانويل أكانجي والأرجنتيني جوليان ألفاريز الضربة القاضية للضيف الملكي بهدفين متأخرين حسم بهما سيتي اللقاء 4-0 وبلغ النهائي حيث حقق حلم اللقب بفوزه في اسطنبول على إنتر الإيطالي 1-0.
– ربع نهائي 2023-2024: ركلات الترجيح لصالح ريال –
لم ينتظر ريال أكثر من 12 شهرا لتحقيق ثأره والعودة من ملعب منافسه ببطاقة نصف النهائي بعد حسمه المواجهة بركلات الترجيح. كان باب التأهل مفتوحا على مصراعيه بعد التعادل المثير ذهابا في مدريد 3-3. اعتقد سيتي أن هذه النتيجة كفيلة بتخطيه ريال مجددا لكن رودريغو منح الضيوف التقدم في مانشستر منذ الدقيقة 12 ثم انتظر المضيف حتى الدقيقة 76 لإدراك التعادل عبر دي بروين. استحوذ سيتي على الكرة بنسبة 70 بالمئة تقريبا وكان لديه 33 محاولة على المرمى، لكن غريزة البقاء عند ريال منحته بطاقة التأهل والسير نحو لقبه الخامس عشر بعد تخطيه ممثلي ألمانيا بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند في نصف النهائي والنهائي.