كتب _أحمد زكي : يبدو أن مبنى متحف لندن في الحي المالي لم يعد مناسبا لعدد الزوار الذي يتزايد كل يوم إضافة إلى كثرة المقتنيات التي يعرضها، لذلك قررت السلطات نقله إلى مبنى أكثر اتساعا في سوق ذات نمط فيكتوري.

وهذا المتحف اللندني الذي يقع في الحي المالي أو الـ”سيتي”،.

بالقرب من ناطحة السحاب باربيكان إستيت، يروي قصة واحدة من أعظم المدن في العالم من خلال أكثر من ستة ملايين قطعة تُعتبر أكبر مجموعة من التاريخ الحضري في العالم، لكنّ موقعه حال دون توسيعه.

وكتبت صحيفة ذي تايمز ساخرة عام 1976 “صاحبة الجلالة الملكة تفتتح متحف لندن اليوم، إذا تمكنت من العثور على المدخل”.

مجموعة المتحف تضم قطعا حساسة، من بينها سترة كان يرتديها الملك تشارلز الأول لدى قطع رأسه عام 1649

توضع سترة إعدام ملك إنجلترا السابق تشارلز الأول وهو يوضب 20 ألف رفات بشري في صناديق قريبا، في إطار عملية نقل محتويات متحف لندن الشهير من موقعه الحالي إلى موقع جديد يقع في الإطار التاريخي لسوق ذات نمط فيكتوريّ.

وبعد نحو نصف قرن، ينتقل المتحف إلى مبنى مهجور عملاق على بعد خطوات قليلة، في السوق المغطاة في سميثفيلد. ومن المقرر أن تبدأ عملية الانتقال التي تقدر كلفتها بنحو 250 مليون جنيه إسترليني (286 مليون دولار) في مطلع ديسمبر وتستمر ثلاث سنوات.

وقال مدير المتحف فينبار وولي “عندما ينتقل أي شخص من منزل إلى آخر، يفكر في توضيب حقائبه وفي نقل أمتعته وما يمثله ذلك من ضغوط وهذا الضغط يكون مضاعفا ألف مرة” في ما يتعلق بنقل محتويات متحف.

وأضاف “بعض هذه المحتويات صغير جدا، وبعضها ضخم بكل ما للكلمة من معنى، ويتعين تاليا تغليف كل قطعة على حدة، وترقيمها على حدة، وتسجيلها، ثم نقلها بحذر شديد. ننفذ هذه المهمة بدقة كبيرة”.

وأوضح وولي أن بين المحتويات التي ستُنقل بعناية أيضا 20 ألف قطعة من هياكل عظمية للندنيينز، وأشار إلى أن هذه المهمة تتطلب “قدرا كبيرا من الاحترام”.
وأمل وولي في أن تساهم هذه الخطوة التي تستلزم عملا ضخما في جعل المبنى الجديد ملائما أكثر للزوار.

مهمة نقل المحتويات تنفذ بدقة كبيرة

وقال “مع النجاح الهائل الذي حققه حي ‘سيتي’ أعتقد أننا أصبحنا شبه جزيرة، أو جزيرة ثقافية” محشورة بين المباني العالية.

ويقع المقر الجديد للمتحف على بُعد دقائق قليلة مشيا، ولكن من شأن تغيير مكانه “تمكين عدد أكبر بمرتين أو ثلاث مرات من الناس من زيارته”.

أما السوق الفيكتورية التي يقع فيها المقر الجديد، فصممها المهندس المعماري هورايس جونز بعد عام 1860، وهو أيضا مصمم جسر تاور بريدج الشهير.
وأشار وولي إلى أن في الموقع “أقبية كبيرة تحت الأرض، كانت تمر فيها القطارات حاملة اللحوم”.

وأفاد بأن “قطارات حقيقية ستمر في قاعات المتحف” وسيكون في وسع الزوار رؤيتها.

وسيروي المتحف الجديد الذي يُتوقع افتتاحه سنة 2026 قصة لندن منذ بداياتها حتى الحرب العالمية الثانية، مرورا بالحقبة الرومانية وبأحداث كالطاعون وحريق لندن الكبير والحروب. وكذلك سيركز على العصر الحديث.
ورغم حماسته لعملية الانتقال إلى الموقع الجديد، أقرّ وولي بأن فيها “جانبا حلوا وجانبا مرّا”.

وقال إن “أمين المتحف يبني علاقة خاصة مع مجموعته، فتصبح قطعها أشبه بأصدقائه، بكل ما للكلمة من معنى”.

وأضاف “عندما تتجول في صالات العرض، يتبادر إلى ذهنك أنك ترى أصدقاءك القدامى في هذا المكان، للمرة الأخيرة”.

وتشتهر لندن بالعديد من المتاحف منها متحف فيكتوريا وألبرت الذي يقع في شارع المعارض ويختص بفنون التزيين حول العالم، وتوجد به الملايين من المقتنيات والمعروضات.

ويعد متحف التاريخ الطبيعي من أكثر متاحف التاريخ أهمية حيث يعرض الكثير من البقايا الجيولوجية والديناصورات والنباتات والحيوانات والحشرات المنقرضة.

ويقع متحف العلوم في شارع المعارض أيضا يتوافد عليه السياح القادمون إلى المدينة لمشاهدة مقتنياته ومعروضاته العلمية التي تعود إلى عصور مختلفة.

ويوجد أيضا متحف تيت مودرن الذي كان يعرف باسم المتحف الوطني للفن البريطاني، ويعتبر من أهم متاحف الفنون بسبب هندسته الفريدة وبما يضمه من أعمال فنية لأشهر الفنانين حول العالم.

شاركها.
Exit mobile version