كتبت- سها ممدوح – وكالات: جبل فوجي موقع مُدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، ومعلم عالمي شهير ورمز لليابان، ويعرفه العديد من أطفال السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي بسبب مسلسل الرسوم المتحركة الشهير «مازنجر».

لكنه أصبح الآن «جبلاً من النفايات» يكتظُّ بملايين السياح.

لتحقيق التوازن البيئي في هذا المَعلم السياحي الشهير، وضعت محافظتا شيزوكا وياماناشي، اللتان تشتركان في إدارة جبل فوجي، قواعد جديدة استعداداً لموسم التسلق لعام 2025، الذي يمتد من يوليو إلى سبتمبر.

أولاً: يجب على أي شخص يرغب في تسلق جبل فوجي دفع 4 آلاف ين (27 دولاراً) للحصول على تصريح، وهو ضعف تكلفة الرسوم في عام 2024، الذي كان العام الأول الذي يشهد تطبيق الرسوم المسماة «ضريبة السياحة» الإلزامية على زوار جبل فوجي.

وسيتعين على السائحين حجز مواعيد التسلق مُسبقاً عبر الإنترنت، حيث تم تحديد الحد الأقصى لزوار الجبل عند 4 آلاف زائر يومياً.

قال كوتارو ناغازاكي، حاكم محافظة ياماناشي، العام الماضي «من خلال تدابير السلامة الشاملة لتسلق جبل فوجي، سنضمن توريث جبل فوجي، كنز العالم، للأجيال القادمة».

وليس تزايد عدد المتسلقين على الجبل المشكلة الوحيدة، فقد احتاج بعض المتسلقين إلى رعاية طبية بسبب ارتداء ملابس غير مناسبة كالصنادل والشبشب، أو لعدم إحضار معدات مناسبة أو كمية كافية من الماء.

ولذلك أضافت محافظة شيزوكا إجراءً إضافياً، حيث يتعين على المتسلقين المحتملين حضور دورة تدريبية قصيرة حول إجراءات السلامة، ثم اجتياز اختبار قصير للتأكد من فهمهم المعلومات.

وسيتم فرض قيد آخر على أوقات الصعود إلى الجبل، حيث سيتم إغلاق الجبل من الساعة 2 ظهراً حتى 3 صباحاً يومياً أمام أي شخص لا يبيت في كوخ.

تقع الأكواخ على طول مسارات فوجي، وهي متاحة للإيجار لمن يفضلون المبيت بدلاً من محاولة إكمال الرحلة بأكملها في يوم واحد.

وتسعى المزيد من المعالم السياحية في جميع أنحاء اليابان لإيجاد طرق للموازنة بين الإيرادات السياحية والتحديات البيئية نتيجة السياحة المُفرطة.

بدأ ضريح إتسوكوشيما، المعروف باسم «بوابة توري العائمة» قبالة هيروشيما، بفرض رسوم دخول في عام 2023 كوسيلة لإدارة الازدحام، واضطرت مدينة أوتارو إلى توظيف حراس أمن لدوريات المدينة وإدارة الحشود التي تتوافد إليها كل شتاء.

ولا تقتصر مشكلات السياحة المفرطة على اليابان، حيث أثارت سائحة أميركية غضباً عالمياً في منتصف مارس الحالي بعد تصويرها وهي تنتزع صغير وومبت (من الثدييات الجرابية) من أمه وتهرب به، وأُلقي القبض على رجل من بنسلفانيا في الشهر نفسه وهو يمر عبر نقاط التفتيش الأمنية في مطار نيوجيرسي وهو يحمل سلحفاة حية مخبأة في سرواله، بالإضافة إلى العديد من حالات الشغب على متن الطائرات، لدرجة اضطرار الطائرات في بعض الأحيان للعودة أدراجها.

اقرأ أيضًا:

اليابان تنجح فى خفض معدلات “السياحة المفرطة” على جبل فوجي خلال موسم الصيف

شاركها.
Exit mobile version