وكالات: اتبعت “إيرباص” نهجاً متحفظاً هذا العام، بوضع هدف للتسليمات عند الحد الأدنى من تقديرات المحللين، في حين قد تؤثر التوترات التجارية والتحديات أمام نشاط الفضاء سلبياً على توقعات الشركة.
أشارت شركة صنع الطائرات الأوروبية، خلال الإعلان عن النتائج المالية السنوية الخميس، إلى أنها تستهدف تسليم حوالي 820 طائرة خلال 2025، ورغم أن هذا يُعد ارتفاعاً بنسبة 7% مقارنة بهدف “إيرباص” في 2024، إلا أنه أدنى من مستوى 839 الذي توقعه المحللون، وأقل بكثير من ذروة تسليمات الشركة في 2019. كما لفتت الشركة إلى أن طرح طائرة الشحن طراز “إيه 350” في الأسواق سيتأخر لعام آخر.
تستمر العقبات التي تواجهها “إيرباص” نتيجة أزمات الموردين التي تعود بدايتها إلى فترة جائحة كوفيد-19. ما صعّب على صانعة الطائرات الاستفادة من ميزتها في وقت يتزايد فيه طلب العملاء على الطائرات الجديدة الأكثر كفاءةً في استهلاك الوقود، بينما تبذل منافستها “بوينغ” جهوداً لتجاوز أزمة مستمرة منذ سنوات.
وتوقعت “إيرباص” أن تبلغ الأرباح المعدلة قبل الفوائد والضرائب في 2025 نحو 7 مليارات يورو (7.3 مليار دولار)، وأن تكون التدفقات النقدية الحرة قبل احتساب تمويل العملاء في نطاق 4.5 مليار يورو، أي دون تغيير يُذكر عن مستواها في 2024. جدير بالذكر أن التوقعات المالية لا تأخذ في الاعتبار احتمال فرض تعريفات جمركية في فترة يصر فيها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على تنفيذ أجندة “أميركا أولاً”.
تعكس الأهداف المالية تأثير ارتباط ملايين اليوروهات بدمج أعمال شركة التوريدات المتعثرة “سبيريت إيروسيستمز هولدينغز”، ما سيؤدي إلى تراجع الإنتاج في المستقبل القريب. وتعتزم “إيرباص” شراء بعض قطاعات النشاط، فيما ستستحوذ “بوينغ” على أغلبية الشركة التي امتلكتها سابقاً، لتشديد الرقابة على صنع المكونات.
وتقترح “إيرباص” دفع توزيعات أرباح عادية بقيمة 2 يورو للسهم، وتوزيعات خاصة بقيمة يورو واحد للسهم عن عام 2024.
سعى الرئيس التنفيذي لـ”إيرباص” غيوم فوري إلى تحقيق ارتفاع في الإنتاج يمكّن الشركة من تجاوز مستويات ما قبل الجائحة بفارق كبير، ويعزز تفوقها الكبير على “بوينغ” بشكل حاسم. غير أن أزمات شبكة الموردين المضطربة أحبطت هذه الأهداف مراراً، ما دفع الرئيس التنفيذي الفرنسي إلى تعديلها أكثر من مرة.
وقال فوري في بيان: “نعيد تركيز جهودنا على الأولويات الرئيسية، وأبرزها رفع الإنتاج والتحول في وحدة الدفاع والفضاء. نواصل السعي لتحقيق نمو ينعكس على الأرباح”.
فضلاً عن النشاط التجاري، تواجه “إيرباص” صعوبات في تحول وحدة الدفاع والفضاء إلى الربحية، حيث بلغت التكاليف المرتبطة بالفضاء 1.3 مليار يورو، منها 300 مليون يورو خلال الربع الرابع، في 2024.
تكبدت “إيرباص” تكاليف إضافية عن المشكلات في طائرة النقل العسكرية طراز “إيه 400″، وكشفت الشركة أنها تستمر في تقييم تأثير انخفاض الطلبيات على خطة الإنتاج.
ويُتوقع أن تتكبد الشركة تكاليف أخرى في المستقبل القريب تتمثل في التعويضات عن تسريح الموظفين فور التوصل إلى اتفاق مع ممثلي العمال. وأعلنت الشركة العام الماضي اعتزامها إنهاء خدمة نحو 2000 من موظفي “إيرباص”، في عملية إعادة هيكلة تتركز في وحدة الفضاء.
كشفت “بلومبرغ” هذا الشهر عن الاستعانة “إيرباص” بخدمات “غولدمان ساكس” لتقديم المشورة في محاولة لتأسيس شركة فضاء وأقمار صناعية أوروبية جديدة يمكنها منافسة هيمنة “سبيس إكس”، التي أسسها إيلون ماسك، بشكل أفضل.
ستُطرح نسخة الشحن من طراز “إيه 350” خلال النصف الثاني من 2027، بعد عام من الموعد المحدد في البداية. كمت أبقت الشركة على هدف إنتاج 14 طائرة شهرياً من طراز “إيه 220″، أصغر الطائرات النفاثة التي تنتجها، في 2026، و75 طائرة من طراز “إيه 320” ضيق البدن الأكثر مبيعاً بحلول 2027. كما تستهدف إنتاج 12 طائرة من طراز “إيه 350” عريض البدن شهرياً في 2028.
يتزامن تباطؤ الإنتاج مع تفوق “إيرباص” على “بوينغ” بفارق كبير في تسليمات الطائرات التجارية، مع ذلك، تبدي صانعة الطائرات الأميركية بوادر على التعافي تحت الإدارة الجديدة بعد سلسلة من الأزمات التي سببتها لنفسها.
حققت “إيرباص” إيرادات قدرها 69.2 مليار يورو في 2024، ما يمثل ارتفاعاً بنسبة 6% عن العام السابق، فيما انخفضت الأرباح المعدلة قبل الفوائد والضرائب 8% مقارنةً بعام 2023، إلى 5.35 مليار يورو، بالتماشي مع متوسط توقعات المحللين التي تتابعها “بلومبرغ”.
ارتفعت أسهم “إيرباص”، التي يقع مقرها في تولوز في فرنسا، 9.1% منذ بداية العام حتى الأربعاء، وسط مكاسب واسعة النطاق حققتها الشركات الأوروبية.
اقرأ أيضًا:
إيرباص تتوقع مضاعفة أعداد المسافرين خلال العشرين عاماً المقبلة