كتبت – دعاء سمير : كنوز السياحة العلاجية بجنوب سيناء لم تستغل حتي الآن في مشروعات سياحية رغم توفر كل المقومات من عيون كبريتية وطقس معتدل وشواطئ وكهوف بالجبال تعتبر سونا طبيعية إلا أن الإهمال وضياع الأولويات بات كابوساً في كل المجالات.
فعندما تدخل من نفق الشهيد احمد حمدي متجها لجنوب سيناء تشاهد عيون موسي تلك العيون الكبريتية النادرة والتي عمرها مئات السنين ولم تفقد مقوماتها وبريقها بالإضافة لعيون راس سدر الكبريتية بمنطقة ابو صوير والتي لم تستغل حتي الان رغم انها أصبحت مزارا سياحيا يقصدها السياح القادمون لجنوب سيناء .
وفي آخر حدود مدينة راس سدر يوجد حمام فرعون تلك الكهوف الجبليه والتي تعتبر سونا طبيعية تساعد علي الاستشفاء والاسترخاء وتتميز بانها واقعة بين البحر والجبل .
وفي مدينة طور سيناء يوجد حمام موسي والعيون الكبريتية المتسربة من بين الجبال و التي تشفي من الكثير من الامراض الجلدية والروماتيزم .
ومع انطلاق المؤتمر التنفيذي الاول لتطبيقات السياحة الصحية بمصر والذي حضره عدد من المحافظين والوزراء ابرزهم اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء وخالد عبد العال محافظ القاهرة والدكتور عوض تاج الدين مستشار الرئيس للصحة .
دعا خبراء سياحة ومواطنين لاستغلال كنوز جنوب سيناء في السياحة العلاجية .لطرح تلك الاماكن للاستثمار السياحي والتسويق والترويج لها عالميا ودوليا .
وأعلنت الحكومة المصرية أنها عازمة علي تنمية تلك الاماكن واستغلالها بالإضافة لاستغلال المحميات الطبيعية في السياحة العلاجية .
وهناك لجنة عاينت حمام موسي بناء علي طلب نواب ولكن لم يحدث اي جديد لذلك الكنز السياحي بطور سيناء .
المياه الكبريتية الساخنة
ويقع حمام موسى شمال مدينة طور سيناء على بُعد 3 كيلو من المدينة، وتتدفق مياهه من خمسة عيون تصب في حمام على شكل حوض محاطًا بمبنى، وتستخدم هذه المياه الكبريتية الساخنة في شفاء العديد من الأمراض، منها الروماتيزم، والأمراض الجلدية، والتهاب العظام، والتئام الجروح، ويعيد تنظيم طاقة الجسم، لمقاومة أمراض الشيخوخة.
يعود تاريخ الحمام إلى اهتمام أسرة محمد على بتطوير المناطق السياحية بسيناء، حين زار الخديوى عباس الأول سيناء وأمر ببناء حمام فوق النبع الكبريتي بمدينة الطور وهى القبة التي تهدمت وبنيت بدلًا منها القبة الحديثة الحالية
ويحتمل أن المنطقة المتواجد بها الحمام هي المنطقة التى استراح عندها بنى إسرائيل انتظارًا لنبى الله موسى حين ذهب للقاء ربه متخذًا وادى حبران من طور سيناء الحالية إلى منطقة جبل موسى وهو الطريق التى تقوم الدولة بتمهيده وتأمينه ضمن مشروع التجلى الأعظم ويطلق على هذه المنطقة وادى الراحة الثانى حيث أن الأول بسانت كاترين والتى استراحت فيه أسرة نبى الله موسى حين عودته من مدين وناجى ربه عند شجرة العليقة المقدسة
ويطالب سياحيون بحسن استثمار حمام موسى بعمل منتجع صحى بالمقاييس العالمية لاستغلال مياهه الكبريتية فى شفاء العديد من الأمراض واستثمار حديقة من النخيل بالموقع والأشجار الطبيعية التي جعلت للمكان رونقًا وبهاءً كموقع للاستجمام
حمام فرعون
ويعتبر حمام فرعون من الحمامات الكبريتية الموجودة في جبل حمام فرعون 240 كم من القاهرة والذي يخرج من سفحه نبع كبريتي درجة حرارته 57 درجة مئوية وتصل إلى ما بعد درجة الغليان فى عمق مغارة الحمام، تسيل ماؤه للبحر ويقع قرب منحدر الجبل مغارة كبيرة تتصل بمجرى النبع في بطن الجبل.
وينزل الطالبون للاستشفاء في البحر بعيدًا عن فم النبع تجنبًا لحرارته، ثم يقتربون من النبع تدريجيًا وذلك لمعالجة العديد من أمراض العظام والأمراض الجلدية.
من هنا يجب إنشاء منتجع صحى وقرية سياحية بيئية بالموقع وخدمات من مطاعم وكافتيريات وبرجولات وتنظيم الزيارة والدخول للمصريين وغير المصريين وإنشاء موقع خدمة للحمام خاص بمستلزمات العلاج ووضعه على خارطة السياحة المحلية والدولية
عيون موسى
وعيون موسى مهمة للغاية وجاء ذكرها فى القرآن الكريم في سورة البقرة آية 60 “وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ”
وذكرت فى سفر الخروج، الإصحاح الخامس عشر (ثم ارتحلوا إلى مارة ثم جاءوا إلى إيليم وكان هناك إثنتا عشر عين ماء وسبعون نخلة فنزلوا عند الماء) سفر الخروج، الإصحاح الخامس عشر – سفر العدد إصحاح 27
وبئر ” مر” موقعها حاليًا شمال شرق عيون موسى الحالية 35كم من نفق أحمد حمدى بمقدار 11كم وماؤها غير صالح للشرب وتقع جنوب سفح جبل بهذا الاسم، أمّا إيليم فموقعها منطقة عيون موسى الحالية، ويتضح من هذا أن هناك 12 عين ماء تفجرت لبنى إسرائيل حين استبد بهم العطش بعد قطع مسافة كبيرة من موقع عبورهم عند رأس خليج السويس حتى موقع العيون الحالى 35كم وذلك بعد نفاذ كل المياه المحمولة من بداية الرحلة، وكانت العيون بعدد أسباط بنى إسرائيل
وبدأ تطوير العيون فى فبراير 2018 بالتعاون بين وزارتى الآثار والسياحة في ذلك الوقت هى العيون الإثنى عشرة التى تفجرت لنبى الله موسى، وأن الدراسات الحديثة التى قام بها فيليب مايرسون أكدت أن المنطقة من السويس حتى عيون موسى منطقة قاحلة جدًا وجافة مما يؤكد أن بنى إسرائيل استبد بهم العطش بعد مرورهم كل هذه المنطقة حتى تفجرت لهم العيون وكان عددها 12 عين بعدد أسباط بنى إسرائيل، ولقد وصف الرّحالة الذين زاروا سيناء فى القرنين 18، 19م هذه العيون ومنهم ريتشارد بوكوك الذى وصف أربعة عيون واضحة ومياهها صالحة للشرب وقد تغطت باقى العيون بالرمال ووصف أشجار النخيل بالمنطقة.
سبعة عيون
وأردف الدكتور ريحان بأن ما تم تطويره سبعة عيون والمتبقى خمسة عيون وقد كانت جميعها مياه عذبة تتزود منها قوافل الحج المسيحى والإسلامى، وكان هناك ميناء على خليج السويس قرب عيون موسى استغله العثمانيون وتجار البندقية (فينيسيا) عام 1538م أيام السلطان العثمانى سليمان الثانى وقاموا بإنشاء قناة لنقل المياه من عيون موسى إلى مراكبهم بالميناء، كما كان الميناء محجرًا صحيًا للحجاج القادمين عبر خليج السويس من ميناء السويس، ونظرًا لاعتدال مناخها فقد كان لكبار الشخصيات بالسويس منازل للتصييف بمنطقة عيون موسى.
ويطالب الدكتور ريحان باستكمال مشروع تطوير العيون عن طريق وزارة السياحة والآثار والوصول بالآبار التى أقيمت على هذه العيون فى العصر الرومانى إلى مستوى المياه العذبة التى تفجرت لبنى إسرائيل مما سيضيف للسياحة العلاجية فى الموقع السياحة الروحية للتبرك بشرب هذه المياه الذى شرب منها نبى الله موسى خاصة وقد قام إخصائى الترميم أحمد كمال عبد اللطيف مدير عام ترميم آثار ومتاحف جنوب سيناء السابق وكان المشرف على أعمال الترميم بتحليل عينة من المياه الجوفية من أحد عيون موسى بمركز بحوث وصيانة الآثار بقطاع المشروعات بوزارة الآثار في ذلك الوقت وذلك بعد تنظيف الآبار حتى الوصول إلى المياه الجوفية بعمق يتراواح من 6 إلى 8م وارتفاع المياه الجوفية نفسها من 60 إلى 70سم،والتي أكدت صحة ما توصل إليه الدكتور ريحان في دراساته لرحلة خروج بنى إسرائيل بأن مياه عيون موسى الأصلية مياه عذبة وصالحة للشرب للبشر حيث أكدت التحاليل أن مياه الآبار التى أقيمت على عيون موسى عذبة وتصلح للاستخدام الآدمى والزراعى وغيرها وقد كان أهل المنطقة يستخدمون هذه المياه للشرب قبل مشروع الترميم.
وادي العسل
ومن ناحيته أشار الآثارى ياسر أحمد على مدير عام شئون مناطق خليج السويس بمنطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية السابق إلى عين ماء كبريتية بوادى العسل جنوب مدينة رأس سدر بحوالى 10 كم وتبعد عن طريق الأسفلت 5 كم لا يعرفها الكثيرون درجة حراراتها 90 درجة تصل إلى درجة الغليان وقد اكتشفتها إحدى شركات البترول منذ فترة كبيرة وحاولت إغلاقها بطبة خرسانية حتى لا تعيق العمل ولكنها تآكلت بفعل ضغط المياه ودرجة حرارتها وانسابت فى المنطقة مكونة ثلاث بحيرات ساحرة وسط الصحراء تضفي منظرًا رائعًا على المنطقة بالإضافة إلى قيمتها العلاجية.
ويوضح الدكتور ريحان أن هذه العين مهملة تمامًا مع أنها تشكل كنزًا للسياحة العلاجية فهى بحق واجة للجمال تحتاج إلى إنشاء منتجع سياحى للسياحة العلاجية والبيئية
العلاج بالرمال والأعشاب
ولفت الدكتور ريحان إلى مقومات العلاج بالرمال بسيناء والذي يتطلب إنشاء مراكز صحية للعلاج بالرمال بشمال سيناء ورأس سدر، والعلاج بالأعشاب حيث تحوى منطقة سانت كاترين 472 نوعًا من الأعشاب والنباتات الطبية منهم 42 نوعًامن النباتات النادرة، وهذه الأعشاب تحتاج إلى إنشاء معهد لبحوث النباتات الطبية بسانت كاترين يستوعب الباحثين من كليات الصيدلة والعلوم والزراعة ويخلق منظومة علمية متكاملة لدراسة البيئات الطبيعية لهذه النباتات والمواد الفعالة المستخلصة منها.
وأكد الدكتور ريحان أن الأبحاث العلمية أثبتت أن هذه الأعشاب تعالج العديد من الأمراض، ومنها الهنيدة للقضاء على الحصوة والأملاح والنقرس والساموا لعلاج السكر وطرد السموم، والجعدة للمسالك البولية والبكتيريا والوزن الزائد، والقيصوم لعلاج الصداع والرمد ومهدئ وزيت الأعشاب المكون من 40 نوعًا من العشب ويستخدم مساج للفقرات والمفاصل والخشونة وحساسية الجلد وشاي الروزماري لالتهاب اللوز والمفاصل ومهدئ للعضلات، واللصف الذي ينبت في شقوق الصخور لعلاج الروماتيزم بغلي أوراقه وتبخير المصاب به، والعاذر يشبه الزعتر لعلاج المغص.
إقرأ أيضاً :