كتبت- سها ممدوح- وكالات: “كان السفر إلى مصر حلم يراودني دائما حيث تأسرني حضارتها الغنية، المليئة بالألغاز والقصص”، قالت جي سي تشي، السائحة الصينية التي بدأت رحلة تستغرق سبعة أيام إلى مصر بزيارة المتحف المصري في وسط القاهرة.

وفي المتحف، قالت أسرة صينية، عرفت نفسها فقط باسم عائلة روي، إنهم أعجبوا بوفرة الآثار الثقافية والمواقع التاريخية في مصر.

وأشارت والدة العائلة الصينية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إلى أنه “يجب على الأطفال أن يتعلموا عن الحضارات القديمة لتوسيع آفاقهم، لذلك أتينا إلى مصر”، وذلك مع اقتراب رحلتهم العائلية التي استمرت 13 يوما إلى النهاية، بعد أن شملت وجهات عديدة تضم القاهرة والأقصر وأسوان ومدينة الغردقة السياحية المطلة على البحر الأحمر.

وكل من جي وعائلة روي تعد من بين عشرات الآلاف من الزوار الصينيين الذين يسافرون إلى مصر، كوجهة رغم بعدها عن الصين حوالي 7000 كيلومتر، إلا أن شعبيتها تتزايد كثيرا بين الصينيين.

وفي منتصف ديسمبر الماضي، كشفت السفارة الصينية في مصر أن نحو 300 ألف سائح صيني في عام 2024 زاروا مصر الواقعة في شمال أفريقيا والتي تضم الأهرامات والمعابد الأشهر عالميا، ووفقا للاحصاءات الرسمية المصرية إن هذا الرقم يمثل زيادة ملحوظة بنسبة 63 في المائة مقارنة بعام 2023.

ويشكل السياح الصينيون جزءا من 15.7 مليون زائر وصلوا إلى مصر في عام 2024، ويتجاوز هذا العدد، الرقم القياسي السابق البالغ 14.9 مليون زائر في عام 2023، ويمثل العام الثاني على التوالي الذي تتجاوز فيه مصر ذروتها السياحية خلال في عام 2010 البالغة 14.7 مليون زائر، وفقا للاحصاءات الرسمية.

وفي بيان صادر عن مجلس الوزراء المصري في الأول من يناير الجاري، أعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أن البلاد تستهدف جذب 18 مليون زائر بحلول عام 2025.

ويقول المحللون إنه في ظل العلاقات القوية بين البلدين، فإن السوق الصينية ستلعب بلا شك دورا رئيسيا في دفع توسع قطاع السياحة في مصر هذا العام.

وفي إطار استراتيجيتها الطموحة لتوسيع حصتها من سوق السياحة الصينية، تستهدف مصر جذب 3 ملايين سائح صيني سنويا بحلول عام 2028، بحسب ما أعلن وزير السياحة والآثار المصري الأسبق أحمد عيسى في نوفمبر 2023.

وفي المعرض التجاري “سوق السفر والسياحة الخارجية الصينية 2024” الذي عقد في بكين في أكتوبر 2024، كشفت السلطات السياحية المصرية عن اتخاذ سلسلة من الإجراءات لجذب المزيد من السياح الصينيين، بما في ذلك إضافة لافتات باللغة الصينية في المواقع السياحية، وتشجيع الفنادق على تقديم المأكولات الصينية، وتوظيف المزيد من المرشدين السياحيين الناطقين بالصينية.

وأكد عمرو القاضي الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي لوكالة أنباء ((شينخوا)) استعداد مصر للتعاون مع وكالات السفر الصينية في حملات تسويقية مشتركة لتوفير تجربة سفر محدثة ومثمرة للسائحين الصينيين.

وأشار القاضي إلى أن الموقع الرسمي للسياحة في مصر أصبح متاحا الآن باللغة الصينية، ويقدم معلومات شاملة عن المعالم السياحية والأنشطة والفعاليات المستقبلية في البلاد.

وقال محمد عثمان، رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية في صعيد مصر، إن السائحين الصينيين يفضلون الآن الوجهات التي تتمتع بالمواقع التاريخية والجمال الطبيعي والمرافق الحديثة، ما يجعل مصر خيارا مهما.

وحث وكالات السفر المصرية على تعزيز التعاون مع الشركات الصينية وطالب بزيادة الربط الجوي بين البلدين.

وشارك آلاف المستخدمين تجارب سفرهم في مصر على موقع ((RedNote))، منصة التواصل الاجتماعي الصينية الشبيهة بموقع ((إنستغرام))، وقدموا تقييمات ورؤى تسلط الضوء على استكشافاتهم الثقافية الفريدة.

وقالت فانغ تسي شيوان، إحدى الزائرات من شنغهاي، في يومها الأخير في مصر “سأفكر بالتأكيد في العودة في رحلة ثانية، لأن هناك العديد من المعالم السياحية في القاهرة التي لم أزورها بعد، ولم تتح لي الفرصة للتعمق في الثقافة الشعبية الغنية”.

اقرأ أيضًا:

الصينيون أكثر السياح إنفاقاً في إسبانيا.. والأمريكان بالمرتبة الثانية

شاركها.
Exit mobile version