كتب – أحمد زكي : في إنجاز علمي مذهل يكشف عن خبايا الحياة البرية القديمة في مصر، نجح علماء وباحثون من جامعة مانشستر في استخدام أحدث تقنيات الأشعة لفحص مومياء تمساح مصري قديم يزيد عمرها على 2000 عام. دون إحداث أي ضرر للمومياء، تمكن الفريق من التعرف على وجبته الأخيرة التي أثارت دهشة العلماء، حيث اكتُشف في بطنه بقايا سمكة وسن سنارة صيد، في دليل استثنائي على التفاعل بين الإنسان والطبيعة في مصر القديمة.

الكشف عن الوجبة الأخيرة لتمساح مصري محنط منذ 2000 عام .. سمكة وسن سنارة

لطالما كانت التماسيح رمزًا مقدسًا ومصدر رعب في الحضارة المصرية القديمة، إذ ارتبطت بالإله “سوبيك” الذي يعبر عن القوة والحماية. لكن مومياء هذا التمساح كشفت جانبًا آخر مثيرًا للاهتمام حول الحياة اليومية والتفاعل بين الإنسان والبيئة الطبيعية قبل آلاف السنين.

تمت الدراسة باستخدام تقنيات أشعة حديثة، مثل الأشعة السينية والتصوير المقطعي ثلاثي الأبعاد، ما أتاح للعلماء رؤية دقيقة لمحتويات بطن التمساح دون الحاجة إلى فتح المومياء أو الإضرار بها. وأظهرت النتائج وجود بقايا سمكة محفوظة جيدًا وسن سنارة صيد، مما يشير إلى أن هذا التمساح التهم وجبته الأخيرة بينما كان ضحيةً للصيادين في ذلك الوقت.

أهمية الاكتشاف

هذا الاكتشاف يسلط الضوء على عدة أمور هامة:

1. علاقة المصري القديم بالطبيعة: يكشف وجود سن السنارة عن تقنيات الصيد التي استخدمها المصري القديم، مما يضيف بعدًا جديدًا لفهمنا للعلاقة بين الإنسان والحياة البرية في ذلك العصر.

2. أهمية التماسيح في الثقافة المصرية القديمة: لم تكن التماسيح مجرد حيوانات مفترسة، بل كانت تُحنط كجزء من الطقوس الدينية، مما يبرز تقدير المصريين لهذه الكائنات.

3. تطور طرق البحث العلمي: يعكس استخدام تقنيات الأشعة الحديثة مدى التقدم في دراسة المومياوات دون المساس بها، مما يفتح المجال لمزيد من الاكتشافات المستقبلية.

آراء الخبراء

صرّحت الدكتورة “سوزان هيربست”، الباحثة الرئيسية في المشروع، بأن هذا الاكتشاف “يُعد خطوة كبيرة نحو فهمنا لتفاصيل الحياة البرية القديمة وتأثير الإنسان على النظام البيئي في مصر القديمة.” كما أشار الدكتور “جون كارتر”، أستاذ علم الآثار، إلى أن “وجود سن السنارة في بطن التمساح يكشف عن تفاعل مثير بين الطبيعة والإنسان، ويعزز من أهمية مثل هذه الدراسات في استكشاف ماضينا البعيد.”

تستمر مومياوات مصر القديمة في إبهار العلماء بالكشف عن أسرار جديدة تفتح نوافذ على عصور غابرة. ويبقى اكتشاف وجبة هذا التمساح المحنط دليلاً آخر على عبقرية المصري القديم في التعامل مع بيئته الطبيعية، وعلى التقدم العلمي الحديث في استكشاف التاريخ دون الإضرار بأثاره.

إقرأ أيضاً :

انقاذ 34 سائحاً أجنبياً و12 طاقم من لنش سياحي غرق بمرسي علم

شاركها.
Exit mobile version