كتب – أحمد زكي : في الثامن من مايو، يحتفل العالم بـ”اليوم العالمي للحمار”، تقديرًا لهذا الحيوان الصبور الذي لا ينطق بالشكاية، رغم ما يتحمله من مشقة وجهد يومي في خدمة الإنسان. وفي هذا السياق، تحتفي جمعية مستشفى بروك الخيري لعلاج الحيوان – مصر بهذا اليوم بإلقاء الضوء على الدور الحيوي الذي تقوم به الحمير في المجتمعات الفقيرة، ودعم الجهود المبذولة لحمايتها وتحسين ظروف معيشتها.
بينما تنشغل العيون بالأحصنة الأصيلة أو الحيوانات البرية النادرة، يظل الحمار، ذلك العامل الصامت، يشق طريقه يومًا بعد يوم وسط التراب، حاملًا الأحمال، وجالبًا الماء، ومشاركًا في أعمال الزراعة والبيع والتنقل في القرى والمناطق النائية. إنه ليس مجرد حيوان أليف، بل شريك حقيقي في استمرارية الحياة الريفية، ورمز للكدّ والوفاء.
وفي هذا اليوم، تؤكد جمعية مستشفى بروك الخيري الوحيدة بصعيد مصر لعلاج الحيوان وتحديدا محافظة الأقصر التزامها تجاه هذا الكائن الصبور، مؤكدة أن الاحتفال به ليس مجرد مناسبة رمزية، بل وقفة إنسانية لمراجعة كيفية التعامل معه، وتقديم العرفان لما يبذله من جهد دون شكوى.
وتقول الدكتورة، منسقة البرامج بالمستشفى: “نعمل في أكثر المناطق احتياجًا بمصر لتوفير الرعاية البيطرية المجانية للحمير، إلى جانب تنظيم ورش تدريبية لأصحابها لتعريفهم بكيفية الحفاظ على صحتها وسلامتها”.
وتضيف: “الحمير كثيرًا ما تُهمل، رغم أنها تلعب دورًا جوهريًا في دخل العديد من الأسر. رؤيتنا أن يكون لكل حمار حياة كريمة، تمامًا كما نطالب للإنسان”.
وفي كل عام، تقوم الجمعية بزيارة عشرات القرى، حيث تقدم فرقها المتنقلة العلاج والرعاية الميدانية، وتساعد أصحاب الحمير في التعرف على السبل الأفضل لتغذيتها، وعلاج الإصابات، وتوفير الظل والماء لها، خاصة في فصول الصيف القاسية.
“اليوم العالمي للحمار” ليس فقط تذكيرًا بمخلوق صبور يتقاسم معنا أعباء الحياة، بل دعوة مفتوحة للرحمة، ولتقدير أولئك الذين لا يُسمع صوتهم. وبينما نحتفي به اليوم، نُحيي كل يد تعمل في الظل من أجل حيوان لا يطلب شيئًا سوى القليل من الرعاية والاحترام.
إقرأ أيضاً :