اعتدى ظهر السبت، عشرات المستوطنين على مواطنين فلسطينيين عزل في المنطقة الواقعة وسط الضفة الغربية المحتلة مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى الذي تعرضوا لرضوض وحالات اختناق.

بعد أيام من اقتحام عشرات المستوطنين بلدتي ترمسعيا قرب رام الله وجالود الواقعة في جنوب نابلس بالضفة الغربية المحتلة وإحراق المنازل والسيارات، نفذ مستوطنون يوم السبت هجوما مشابها في قرية أم صفا شمال غرب رام الله، في تصاعد مستمر للعنف ضد البلدات والمدن الفلسطينية.

سلسلة الهجمات هذه والتي ارتفعت وتيرتها منذ يوم الثلاثاء، بعد مقتل 4 إسرائيليين وإصابة 4 آخرين، في هجوم مسلح وقع قرب مستوطنة عيلي بين مدينة رام الله ونابلس، يتحمل مسؤوليتها بحسب وزارة الخارجية الفلسطينية، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وفي بيان لها، قالت وزارة الخارجية، إن “التصعيد الحاصل في انتهاكات وجرائم الاحتلال، سياسة تتبناها حكومة نتنياهو المتطرفة، وهو انعكاس مباشر أيضا لحملات التحريض على القتل واستباحة حياة المواطن الفلسطيني خاصة من قبل غلاة المتطرفين العنصريين أمثال بن غفير وأتباعه “.

“إرهاب قومي”

وفي خطوة نادرة، أصدر الجيش الإسرائيلي وجهازي الشرطة والأمن العام “الشاباك”، بيانا مشتركا لإدانة الاعتداءات التي نفذها المستوطنون في الضفة الغربية المحتلة في الفترة الأخيرة ووصفوها بـ “الإرهاب القومي”.

وجاء في البيان أن “الاعتداءات العنيفة من قبل مواطنين إسرائيليين ضد الفلسطينيين الأبرياء لا تتماشى مع القيم الأخلاقية واليهودية وهي أيضًا إرهاب قومي بكل معنى الكلمة”، وتعهدوا بالتصدي لها. 

وأثار هذا البيان غضب الوزراء اليمينيين في الحكومة الإسرائيلية، الذين رفضوا هذا التوصيف وتشبيه أعمال المستوطنين لما يقوم به الفسلطينيون المسلحون. 

وطالب وزير الأمن الوطني الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، الشرطة الإسرائيلية بتوضيح السبب الذي دفعها لإغلاق بوابات مستوطنة عطيرت لتفتيش القادمين والمغادرين وكذلك وراء “تعذيب شخص كان يقف في مكان قريب”.

وأكد في بيان أصدره الأحد، أنه تواصل مع قائد الشرطة وابلغه أنه “يعارض أي انتهاك للقانون” لكنه لا يقبل “العقاب الجماعي” للمستوطنين.

وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتقال 4 مستوطنين شاركوا في الهجوم وأعمال الشعب التي وقعت في قرية أم صفا وأنه تم تسليمهم لجهاز “الشاباك” لاستجوابهم.

واعتدى ظهر السبت، عشرات المستوطنين على مواطنين فلسطينيين عزل في المنطقة الواقعة وسط الضفة الغربية المحتلة مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى الذي تعرضوا لرضوض وحالات اختناق. 

وطالت نيران المستوطنين الأراضي الزراعية والسيارات واعتدوا على طواقم صحفية كانت متواجدة في المكان لتغطية الأحداث، وأغلقوا الطرقات من خلال سكب الزيوت لتعطيل حركة السير. 

وطالب مروان صباح، رئيس مجلس قروي أم صفا “القرى المجاورة ضرورة التوجه لأم صفا من أجل مساندة الأهالي هناك”، وقال إن “عشرات المستوطنين هاجموا القرية واعتدوا على منازل المواطنين وأطلقوا الرصاص الحي تجاههم بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي”. 

وأفادت صحف فلسطينية أنه تم إحراق “10 منازل و7 سيارات نتيجة اعتداءات المستوطنين في قرية أم صفا شمال غربي رام الله”.

وارتفعت حصيلة القتلى جراء أعمال العنف منذ مطلع السنة إلى ما لا يقلّ عن 174 فلسطينياً و25 إسرائيلياً وأوكرانية وإيطالي، وفق تعداد يستند إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية.

وبحسب مفوض حقوق الإنسان، قتلت قوات الأمن الإسرائيلية ما لا يقل عن 126 فلسطينيا في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية منذ مطلع العام.

وأوضح أن “بينهم 21 فتى وفتاة. وفي مجمل العام 2022، قتل 155 فلسطينيا بأيدي قوات الأمن الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، ما يمثل أعلى حصيلة خلال السنوات الـ17 الأخيرة”.

شاركها.
Exit mobile version