واصل المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر، الجمعة، اجتماعه الحاسم للنظر في التصديق على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي يشمل إطلاق سراح عشرات الأسرى. يأتي هذا الاجتماع بعد تأجيل التصويت، الذي كان مقرراً الخميس، بسبب خلافات في اللحظة الأخيرة حول تفاصيل الاتفاق.

اعلان

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تشكيل فريق عمل خاص استعداداً لاستقبال الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم، مؤكداً أن عائلاتهم أُبلغت بالتوصل إلى اتفاق. ووفقاً للمكتب، فإن تنفيذ الصفقة قد يبدأ يوم الأحد المقبل، مع إطلاق سراح أول دفعة من الأسرى بالتزامن مع بدء سريان وقف إطلاق النار.

ورغم التصريحات الإيجابية، أشارت تقارير إلى استمرار النقاش حول التفاصيل النهائية للصفقة، وقد أعرب نتنياهو عن وجود تحديات أخيرة، لكنه أكد أن الحكومة تعمل على تجاوزها. ومن المتوقع أن يُحال الاتفاق إلى مجلس الوزراء بكامل هيئته للمصادقة النهائية قبل دخوله حيز التنفيذ.

صراع داخل الحكومة

الصفقة المقترحة عمقت الانقسامات داخل حكومة الدولة العبرية . إذ أن الأطراف الأكثر تشدداً في الائتلاف، وخاصة وزراء من الأحزاب اليمينية المتطرفة انتقدوا الصفقة بشدة.

وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وصف الاتفاق بأنه “سيئ وخطير”، قائلاً إنه “يسمح بعودة آلاف الإرهابيين إلى شمال غزة مسلحين” بحسب قوله، إلى جانب إطلاق سراح مئات الأسرى الذين وصفهم بـ”الملطخة أيديهم بالدماء”.

وأضاف: “نريد أن نرى المحتجزين لدينا محررين، لكن ليس من خلال الاستسلام لحماس. بدلاً من ذلك، يجب وقف إدخال المساعدات إلى القطاع حتى يتم الإفراج عنهم”.

وصعّد بن غفير من حدة مواقفه، مهدداً بالاستقالة من الحكومة إذا أُقرّ الاتفاق. وفي تصريح نشره عبر منصة “إكس”، قال الوزير المتطرف: “إذا تم تمرير الصفقة، سأترك الحكومة بقلب مثقل”. وأضاف: “استثمرت كل قوتي خلال العامين الماضيين في منصبي هذا، ولكنني لا أستطيع أن أكون جزءاً من حكومة تستسلم للإرهاب”.

ورغم تهديداته، لا يُتوقع أن تؤدي استقالته بمفرده إلى إسقاط الحكومة، إلا أن هذه الخطوة قد تزيد من هشاشتها وتفتح الباب أمام احتمال انهيارها إذا انضم إليه أعضاء آخرون من الائتلاف.

سموتريتش ومحاولات الحلحلة

على الرغم من تزايد التوترات داخل الحكومة، ذكرت مصادر إسرائيلية أن نتنياهو وسموتريتش توصلا إلى تفاهمات مبدئية لحلحلة الأزمة. وأفادت تقارير بأن رئيس الوزراء قدم ضمانات شفوية لسموتريتش بخصوص استمرار العمليات العسكرية في غزة بعد المرحلة الأولى من الصفقة وبأنه سيطلق يده في الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة.

ويُعتقد أن هذا الاتفاق خفف من حدة موقف سموتريتش، الذي كان قد أعلن سابقاً: “لن نكون جزءاً من اتفاق استسلام يشمل إطلاق سراح إرهابيين ووقف الحرب”.

ورغم ذلك، طالب سموتريتش بتوثيق هذه الضمانات كتابياً، مشيراً إلى أن استمرار الحرب الشاملة في غزة والسيطرة على المساعدات الإنسانية يجب أن تكون أولوية الحكومة لضمان أمن إسرائيل.

وكان موقع “أكسيوس” الأميركي قد أفاد أن اتفاق وقف إطلاق النار جرى توقيعه رسمياً يوم الخميس في العاصمة القطرية الدوحة. شارك في توقيع الاتفاق ممثلون عن قطر وحماس وإسرائيل، إلى جانب مستشار الرئيس الأميركي للشرق الأوسط بريت ماكغورك.

وذكرت المصادر أن الحكومة الإسرائيلية لن تصوت على الاتفاق حتى مساء السبت، في ظل استمرار مساعٍ من بعض الوزراء المحافظين لعرقلته. وبحسب الموقع، فإن توقيع الاتفاق قد تأخر عن الموعد المحدد نتيجة الخلافات التي ظهرت في اللحظة الأخيرة.

شاركها.
Exit mobile version