كتبت- دعاء سمير – وكالات: تصدرت «طيران الإمارات» الناقلات الأكثر ربحية عالمياً خلال السنة المالية 2024-2025، بعد أن سجلت أرباحاً بلغت 5.8 مليارات دولار، متفوقةً على كبريات الشركات الأمريكية والأوروبية.
وسجلت «الإمارات» خلال السنة المالية الماضية أفضل نتائج مالية في تاريخها، إذ بلغ إجمالي أرباح طيران الإمارات قبل احتساب الضرائب 5.8 مليارات دولار. في حين بلغت أرباح المجموعة 6.2 مليارات دولار وسجلت إيرادات إجمالية قدرها 39.6 مليار دولار، منها 34.9 مليار دولار من عمليات «طيران الإمارات» وحدها.
وتعد الشركة الإماراتية أكبر مشغل في العالم للطائرات عريضة البدن، إذ تدير أسطولاً ضخماً من طائرات إيرباص A380 وبوينغ 777، وتشغل ما يقارب نصف طائرات الـA380 العاملة في العالم. ورغم أن معظم شركات الطيران تعد هذه الطائرة عبئاً تشغيلياً مكلفاً، فإن «طيران الإمارات» حولتها إلى رمز للرفاهية والربحية بفضل نموذجها التشغيلي الفريد الذي يربط دبي بأكثر من 150 وجهة عالمية بكفاءة مالية عالية.
وتعد «طيران الإمارات» الشركة الوحيدة ضمن الخمسة الأوائل التي لا تتداول أسهمها في الأسواق المالية، إذ تملكها حكومة دبي عبر «مجموعة الإمارات»، ما يمنحها مرونة استراتيجية واستقلالية تشغيلية تتيح لها الاستثمار بعيد المدى في الأسطول والخدمات.
في المركز الثاني جاءت شركة «دلتا إيرلاينز»، التي واصلت ترسيخ موقعها إحدى أكبر شركات الطيران في العالم، مسجلة صافي ربح بلغ 3.46 مليارات دولار خلال عام 2024. وتُعد دلتا الأكثر قيمة سوقية في قطاع الطيران عالمياً، إذ تبلغ قيمتها نحو 40 مليار دولار، متفوقة على منافستيها الأمريكيتين «يونايتد» و«أمريكان إيرلاينز».
وبلغت إيرادات «دلتا» الإجمالية 61.6 مليار دولار، مع هامش تشغيلي قوي وصل إلى 9.7%، في حين بلغت أرباحها قبل الضريبة 4.7 مليارات دولار. وتواصل الشركة تحديث أسطولها عبر التحول إلى تشغيل طائرات إيرباص عريضة البدن فقط.
واحتلت «يونايتد إيرلاينز» المرتبة الثالثة بأرباح صافية بلغت 3.15 مليارات دولار في عام 2024، بزيادة 20% عن العام السابق. كما سجلت الشركة إيرادات إجمالية قدرها 57.1 مليار دولار، مع هامش ربح صافٍ بلغ 5.5%. وتُعد «يونايتد إيرلاينز» ثاني أكبر شركة طيران من حيث القيمة السوقية عالمياً بعد «دلتا»، بقيمة تبلغ 32.8 مليار دولار.
ويضم أسطولها أكثر من ألف طائرة رئيسة، ما يجعلها واحدة من أكبر ثلاث شركات طيران في العالم من حيث حجم الأسطول. ويعود تاريخها الحديث إلى اندماجها مع «كونتيننتال إيرلاينز» عام 2012، لتصبح أحد الأعمدة الثلاثة الكبرى للطيران الأمريكي إلى جانب «دلتا» و«أمريكان».
في المركز الرابع جاءت المجموعة الدولية للطيران (IAG)، المالكة لشركات الخطوط الجوية البريطانية وإيبيريا الإسبانية وفويلينغ وإير لينغوس الأيرلندية. وقد حققت المجموعة صافي ربح قدره 3.1 مليارات دولار خلال عام 2024، مع إيرادات بلغت 37 مليار دولار بزيادة 9% عن العام السابق.
وتُعد IAG واحدة من أكبر مجموعات الطيران الأوروبية إلى جانب «لوفتهانزا» و«إير فرانس – كيه إل إم». وتُنسب ربحيتها إلى شبكتها الواسعة واستراتيجيتها في الاستحواذ على شركات أوروبية صغيرة ضمن خطة لتقليص التشتت في السوق الأوروبية وتحقيق وفورات الحجم الكبير.
وحملت طائرات المجموعة خلال عام 2024 أكثر من 120 مليون راكب، توزعت بين 46 مليوناً على «الخطوط البريطانية»، و38 مليوناً على «فويلينغ»، و26 مليوناً على «إيبيريا»، و11 مليوناً على «إير لينغوس»، بينما نقلت شركة «ليفل» الناشئة 846 ألف راكب. وتبلغ القيمة السوقية للمجموعة 24.5 مليار دولار، لتحتل المرتبة الخامسة عالمياً بين شركات الطيران من حيث القيمة.
أما المرتبة الخامسة فكانت من نصيب الخطوط الجوية التركية التي واصلت نموها القوي في الأسواق الدولية، مسجلة صافي ربح بلغ 2.4 مليار دولار من إجمالي إيرادات قدرها 22.7 مليار دولار. وارتفعت الإيرادات الإجمالية بنسبة 8.2% خلال عام 2024، مدفوعة بنمو استثنائي في قطاع الشحن الجوي الذي قفز بنسبة 35% مقارنة بالعام السابق.
وتمكنت «تركش كارغو» من زيادة حجم مناولتها السنوي بأكثر من 20% لتصبح ثالث أكبر ناقل جوي للبضائع في العالم، ما ساهم في تعزيز مكانة الشركة بين عمالقة الطيران العالمي. ورغم تحقيق خسارة طفيفة في الربع الأول من 2025 بقيمة 47 مليون دولار، فإن الاتجاه السنوي العام لا يزال إيجابياً. وتبلغ القيمة السوقية للشركة نحو 18.7 مليار دولار.
يُظهر تحليل قائمة أكثر خمس شركات طيران ربحية في العالم لعام 2024-2025 تحولاً ملحوظاً في خريطة القوى الاقتصادية الجوية. فعلى الرغم من أن الشركات الأمريكية الثلاث الكبرى (دلتا، يونايتد، وأمريكان) لا تزال تهيمن على حركة الركاب والإيرادات، فإن الربحية الأعلى باتت من نصيب شركة مملوكة بالكامل لحكومة، هي «طيران الإمارات».
وتكشف الأرقام أن الربح لم يعد مرتبطاً فقط بحجم الأسطول أو عدد الوجهات، بل بكفاءة نموذج العمل واستدامة العوائد التشغيلية. ففي حين تواصل الشركات الأمريكية تحقيق إيرادات ضخمة، فإن هوامش أرباحها تظل أقل من النموذج الإماراتي الذي يجمع بين التركيز على الجودة التشغيلية والتوسع المدروس.
تؤكد نتائج عام 2024/2025 أن «طيران الإمارات» لم تعد فقط رمزاً للرفاهية والخدمة الراقية، بل أصبحت نموذجاً اقتصادياً يحتذى به عالمياً في كيفية تحويل التشغيل الواسع للطائرات العملاقة إلى مصدر ربح مستدام. ففي وقت أوقفت فيه شركات كبرى تشغيل طائرات A380، أثبتت دبي أن الرؤية الاستراتيجية والإدارة الفعالة يمكن أن تحوّل التحدي إلى فرصة ذهبية.

