كتبت- دعاء سمير – وكالات: تحتاج شركة تصنيع الطائرات الصينية “كوماك” لعشر سنوات لدخول طائرتها التجارية “كوماك” طراز C919″، التي أطلقتها حديثاً، إلى سوق الطيران العالمي، وذلك للحصول على موافقات الجهات المنظمة للطيران في العالم، بحسب أنيتا مينديراتا، المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة للسياحة والطيران.
أوضحت في مقابلة مع “الشرق” أن مهمة الشركة خلال العقد القادم تتمحور في اجتياز الفحوصات المرتبطة بمطابقة معايير التصنيع الدولية وسلامة الطيران الضرورية لمنحها رخص الطيران الدولي، مضيفةً أن الخطوة التالية تتمثل في قدرتها على إقامة علاقات قوية مع شركات الطيران الدولية، وبالتالي اكتساب الثقة وبناء الطلب.
في بداية العام الحالي، سجلت طائرة “كوماك طراز C919” أول رحلة مجدولة لها، حيث نقلت ركاباً بين شنغهاي وهونغ كونغ على متن رحلة تشغّلها “تشاينا إيسترن إيرلاينز”. حلّت الطائرة الصينية محل نظيرتها “إيرباص A321” على هذا المسار، في خطوة اعتُبرت مؤشراً على أن “كوماك” تستعد لمنافسة “إيرباص” و”بوينغ” عالمياً، انطلاقاً من سوقها المحلية المتنامية.
مينديراتا قالت إن حجم الطلب العالمي على السفر ارتفع إلى مستويات فاقت ما قبل جائحة كورونا، إذ بلغت 4.9 مليار مسافر في 2024، وبنمو بنسبة 10% مقارنةً بالعام السابق، وهو “ما يشير إلى حاجة ماسة إلى قادم جديد في مجال تصنيع الطائرات ليلبي هذا الطلب المرتفع، ولتجاوز عقبات التصنيع” التي تواجه عملاقتي التصنيع الحاليتين.
تواجه “بوينغ” و”إيرباص” تحديات في سلاسل التوريد وتلبية الطلبات المتزايدة، كما تخضع “بوينغ” لمزيد من التدقيق التنظيمي إثر الحوادث الأخيرة. ويرى بعض المحللين أن هذه الأزمات قد تمثل فرصة لـ”كوماك” لتعزيز مكانتها في السوق وجذب عملاء يسعون لتنويع مصادرهم وتقليل اعتمادهم على الشركات الغربية.
نوّهت مينديراتا أن “كوماك”، حتى حصولها على رخصة الطيران الدولي، يمكنها تلبية الطلب الصيني الهائل والمتسارع في الوقت الحالي.
تشير تقديرات “إيرباص” إلى أن الصين ستصبح أكبر سوق لخدمات الطيران بحلول 2043، متجاوزة أميركا الشمالية وأوروبا، مع توقعات بارتفاع قيمة السوق من 23 مليار دولار في 2024 إلى 61 مليار دولار عام 2043. كما أظهرت بيانات “إياتا” أن الصين قد تتجاوز الولايات المتحدة كأكبر سوق للمسافرين بحلول 2030، مع معدل نمو سنوي للركاب يبلغ 5.7%، وهو أعلى من المتوسط العالمي البالغ 3.8%.
يرى الرئيس التنفيذي لشركة “إيرباص” غيوم فوري بأن دخول شركة “كوماك” الصينية إلى سوق صناعة الطائرات التجارية قد يؤدي لتحويل المنافسة من احتكار ثنائي بين “إيرباص” و”بوينغ” إلى “احتكار ثلاثي محتمل”. معتبراً، خلال الإعلان عن النتائج المالية لشركته في فبراير، أن “كوماك” يمكن أن تفكك هيمنة العملاقتين الأوروبية والأميركية على تصنيع الطائرات.
من جانبها، أكدت “بوينغ” في رد بالبريد الإلكتروني على سؤال “الشرق” بشأن القادم الصيني الجديد إلى سوق صناعة الطائرات التجارية، أن “المنافسة في السوق تعود بالفائدة على الشركات والعملاء، إذ تدفع الجميع للاستثمار في تقنيات متطورة وحلول تلبي احتياجات السوق المتغيرة”.
تخطط “كوماك” لزيادة إنتاج طراز “C919” إلى 50 طائرة سنوياً في 2025، مع استهداف الوصول إلى 150 طائرة سنوياً بحلول 2028. واعتباراً من ديسمبر 2024، سلمت الشركة 14 طائرة فقط، رغم تلقيها أكثر من 1000 طلب، معظمها من شركات الطيران الصينية الكبرى، مثل “إير تشاينا” التي طلبت 100 طائرة، و”تشاينا ساوذرن” بواقع 105 طائرات، و”تشاينا إيسترن” بـ105 طائرات.
وتبلغ تكلفة طائرة “C919” رسمياً نحو 90 مليون دولار، وهو سعر أقل من منافساتها. إذ تبلغ كلفة بناء طائرة “إيرباص A320” نحو 111 مليون دولار، في مقابل 106 ملايين دولار لطائرة “بوينغ 737 ماكس”.
اقرأ أيضًا: