كتب – أحمد زكي : في أجواء مفعمة بالروحانية والاعتزاز بالتراث المصري، بدأ المنشد النبوي العالمي محمود التهامي جولة فنية للإنشاد الديني في جميع أنحاء الجمهورية خلال شهر يناير. استهل التهامي جولته من العاصمة القاهرة بمناسبة عيد مصر، لتصل رسالته الفنية المفعمة بالقيم الروحية إلى أطراف الدلتا، حاملًا صوت الإنشاد العريق الذي يعيد ربط الجمهور بالموروث الثقافي والديني.
انطلقت جولة محمود التهامي من قلب القاهرة، حيث احتفى الجمهور بأدائه المميز الذي يحمل عبق الأصالة وعمق الرسالة الروحية. تميزت الأمسية الأولى بعروض استثنائية للموشحات والمدائح النبوية التي ألهبت مشاعر الحضور وجمعت بين الطابع التراثي والموسيقى الحديثة التي أضفت بُعدًا جديدًا لهذا الفن العريق.
الانتشار إلى الدلتا.
بعد نجاح عروضه في القاهرة، واصل التهامي رحلته الفنية إلى محافظات الدلتا مثل المنصورة وطنطا وكفر الشيخ، حيث لقيت عروضه استقبالًا حافلًا من مختلف الأعمار. في كل محافظة، تميزت الأمسيات بجو من السكينة والطمأنينة، حيث انصهر الحضور مع كلمات المديح وألحان الإنشاد التي حملت معاني الحب الإلهي والسلام الداخلي.
رسالة التهامي
يرى محمود التهامي أن الإنشاد الديني أكثر من مجرد فن؛ فهو وسيلة لترسيخ القيم الأخلاقية وتعزيز الروابط الروحية بين الناس. يحرص دائمًا على تطوير هذا الفن ليلائم جميع الأجيال دون أن يفقد جوهره الأصيل. وقد عبر عن سعادته بجولته قائلًا: “كل مدينة أزورها أجد فيها شغفًا بالإنشاد ورغبة في استعادة التراث، وهذا ما يدفعني للاستمرار.”
آراء الحاضرين
تفاعل الجمهور مع العروض بشكل كبير، حيث قالت الحاجة فاطمة السيد، إحدى الحاضرات في طنطا: “الإنشاد الديني بصوت التهامي يعيد إلينا ذكريات الزمن الجميل.” بينما أضاف محمد عزت، شاب من المنصورة: “محمود التهامي نجح في تقديم الإنشاد الديني بشكل يجذب الشباب، ويعيد للتراث مكانته.”
الجولة في صعيد مصر
من المقرر أن يختتم محمود التهامي جولته بأداءات مميزة في محافظات صعيد مصر مثل قنا وسوهاج وأسوان. وتأتي هذه العروض في إطار حرصه على إيصال رسالته الروحية إلى كافة أنحاء البلاد، مؤكدًا أن التراث الإنشادي هو جسر للتواصل بين الأجيال والمناطق المختلفة.
ختام الجولة
مع اقتراب نهاية يناير، تُعد جولة محمود التهامي للإنشاد الديني محطة فارقة في مسيرته الفنية، حيث جمعت بين الحفاظ على التراث وإبداع أشكال جديدة من الأداء. وبهذه الجهود، يثبت التهامي أن الفن يمكن أن يكون وسيلة للتقارب الروحي والإنساني.
إن جولة محمود التهامي ليست مجرد عروض فنية، بل هي رحلة لإحياء التراث المصري وترسيخ القيم الروحانية التي تحتاجها المجتمعات. بين القاهرة والدلتا والصعيد، حمل صوت الإنشاد رسالة حب وسلام، ليظل الإنشاد الديني جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية المصرية.
إقرأ أيضاً :