كتبت- سها ممدوح – وكالات: مع تزايد الطلب على السفر الدولي بالسكك الحديدية ورغبة الأوروبيين في تقليل الاعتماد على الطيران، تتجه القارة نحو مرحلة جديدة من الربط البيني، حيث تصبح الرحلات الطويلة أسرع وأكثر راحة بحسب “يورونيوز”.
وبينما كان السفر بين لندن وألمانيا يستغرق ساعات طويلة مع تغييرات متعددة، تقترب الآن خطوة تاريخية نحو جعل القطار المباشر حقيقة واقعة.
في مطلع العام الحالي، كشف النقاب عن خطط يوروستار الطموحة لإطلاق خدمات قطارات مباشرة تربط المملكة المتحدة بألمانيا، لتوسيع شبكة النقل عالية السرعة في أوروبا.
وكانت الشركة قد أعلنت أنها ستربط لندن بوجهات رئيسية مثل فرانكفورت وجنيف، مستهدفة تلبية الطلب المتزايد على رحلات السكك الحديدية الدولية، مع استثمار حوالي 2 مليار يورو في ما يصل إلى 50 قطارًا جديدًا لتغطية هذا التوسع.
في يونيو الماضي، وقع المستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر معاهدة وصفها الجانبان بأنها الأولى من نوعها، تهدف لإزالة الحواجز القانونية واللوجستية التي تمنع حاليًا وجود خط سكة حديد مباشر بين البلدين.
وفي خطوة مكملة، أعلنت شركة دويتشه بان، الشركة الوطنية للسكك الحديدية الألمانية، عن تعاونها مع يوروستار لتسهيل إزالة “الشروط الإطارية المعقدة”.
ستقدم يوروستار خبرتها في السفر عبر قناة المانش، فيما توفر دويتشه بان شبكتها الواسعة وحضورها في ألمانيا لتسهيل العمليات التشغيلية، بما يشمل الجداول الزمنية المحتملة ومرافق المحطات التي تدعم إجراءات مراقبة الحدود والأمن الدولي.
وللمرة الأولى، جرى الحديث عن خط مباشر بين لندن وكولونيا، فيما ستكون فرانكفورت وكولونيا أولى المدن الألمانية المرتبطة مباشرة بلندن.
كما نوقش أيضًا إمكانية ربط لندن بالعاصمة الألمانية برلين، على الرغم من أن الرحلة قد تستغرق حوالي 11 ساعة مع تبديلات متعددة في الطريق، نظرًا للطلب المتزايد على مسار مباشر يربط المعالم السياحية الشهيرة مثل بوابة براندنبورغ وجدار برلين.
من المتوقع أن تنطلق الرحلات المباشرة باستخدام أسطول سيليستيا الجديد ذي الطابقين من يوروستار في أوائل ثلاثينيات هذا القرن، شريطة استيفاء الشروط التقنية والتشغيلية والقانونية اللازمة.
وتشير التقديرات إلى أن الربط المباشر قد يقلص مدة السفر بين لندن وفرانكفورت من ثماني إلى خمس ساعات فقط، مقارنة بالرحلة الحالية التي تتطلب تغييرات متعددة.
ويرى وزير النقل الألماني باتريك شيدر أن هذه الشراكة تبعث “إشارة قوية لمستقبل النقل الأوروبي”، مشيرًا إلى أن فريق العمل الخاص بالمشروع يعمل بكثافة على المتطلبات القانونية والبنية التحتية والسياسات المرتبطة بهذا الربط.
وأضاف: “أنا على يقين بأن هذا المشروع سيعود بفائدة كبيرة على جميع ركاب القطارات في أنحاء أوروبا.”
ومن جانبها، رحبت وزيرة النقل البريطانية هايدي ألكسندر بالإعلان، مؤكدة أن المشروع سيضع بريطانيا في “قلب أوروبا الأكثر ترابطًا”، ما يمهد الطريق لتعزيز التجارة والسياحة والاستثمار بين البلدين.

