رحيل منصور الخريجي.. ولد بحمص وتحدى اليتم وصنع لنفسه لقب مترجم الملوك

 
غصّت وسائل الإعلام السعودية بنبأ وفاة الدبلوماسي السعودي السوري منصور محمد الصالح الخريجي نائب رئيس المراسم الملكية سابقاً والشهير بـ “مترجم الملوك”.

وخلال الساعات الماضية، نشرت معظم وسائل الإعلام السعودية الرسمية والخاصة نبأ وفاة الخريجي عن عمر يناهز ثمانية وثمانين عاماً قضى معظمها مرافقاً لملوك السعودية خلال اجتماعاتهم مع كبار الساسة في العالم.

ولد بحمص وعايش اليتم

ولد الخريجي في بلدة القريتين جنوب شرق حمص عام 1935 وعاش اليتم باكراً، إذ توفي والده وهو صغير ليتولى خاله تربيته، ورغم ذلك تلقّى التعليم الابتدائي في مدارس البلدة قبل أن يعود في أواخر الأربعينات مع باقي أسرته إلى السعودية برحلة خطرة كادت تنهي حياتهم.

وبحسب حديث سابق للخريجي تعطلت الحافلة التي كانت تُقلّهم وعائلات أخرى في صحراء منطقة حائل واضطرت العوائل للمشي مسيرة يوم كامل على الأقدام في الصحراء الوعرة لدرجة أن والدته طلبت منه وإخوته تركها وحيدة ومواصلة سيرهم، كما كادوا يموتون عطشاً لولا عثورهم بالصدفة على بئر ماؤها مليء بالحشرات اضطروا للشرب منها قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى حائل اعتماداً على فراسة عدد من المسافرين الذي كانوا بصحبة العائلة.

توجّه بعد وصوله السعودية إلى المدينة المنورة، حيث تلقّى تعليمه الثانوي وفي عام 1954، أرسل في بعثة إلى مصر، حيث درس آداب اللغة الإنكليزية ومن ثم حصل على شهادة دبلوم الدراسات العليا بالأدب الإنكليزي من جامعة ليدز البريطانية عام 1961، ودرجة الماجستير من جامعة نبراسكا في الولايات المتحدة عام 1964.

وفي عام 1967، عاد منصور الخريجي إلى السعودية، وبدأ بالعمل أستاذاً مساعداً في قسم اللغة الإنكليزية بجامعة الملك سعود، لكن سرعان ما تم اختياره في عام 1968 للعمل في الديوان الملكي، حيث عمل مترجماً للملك فيصل، ومن ثم فهد، وثم عبد الله، الأمر الذي منحه لقب مترجم الملوك، فضلاً عن تسميته نائب رئيس المراسم الملكية حتى تقاعده في العام 2005.

للخريجي مجموعة من المؤلّفات منها “ما لم تقله الوظيفة – صفحات من حياتي”، و”كلام جرايد”، و”ساعة الصفر”.