غوارديولا هو المحدث والمطور الذي يعيد النظر إلى الماضي، وهو المبتكر الذي يثبت أنه لا شيء جديد في عالم كرة القدم.
لقد استعار فكرة اللاعب الوهمي رقم 9 من الجانب المجري في الخمسينيات من القرن الماضي، وأعاد إحياء تشكيل 3-2-4-1، وفي سعيه للاحتفاظ بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، ذهب إلى الكرة الإنجليزية إلى عصر ما قبل البريميرليغ.
الهدف الأكثر أهمية في البطولة هذا الموسم، هو تغيير التوازن بشكل حاسم في طريقة لعب مانشستر سيتي، فقام مهندس “التيكي تاكا” بتحويل الرجل الضخم، الذي اتضح أنه كان يتمتع بلمسة جيدة لرجل كبير، إلى مزود وصنع حوله عداء رائعا.
فقد ساعد الرجل الضخم، إيرلنغ هالاند، زميله العداء كيفين دي بروين نجم خط الوسط العالمي.
في مباراة سيتي ضد أرسنال أصبح السلاح الخطر هو دي بروين، وليس هداف الفريق والبريميرليغ، هالاند، الذي يتصدر سباق الهدفين برصيد 33 هدفا بعد أن نجح في تسجيل الهدف الرابع لفريقه في مرمى أرسنال.
هناك مدرسة فكرية تقول إن كرة القدم هي لعبة بسيطة يمكن أن يزيدها تعقيدا المنظرون مثل غوارديولا. وإذا فاز سيتي باللقب فسيكون ذلك جزئيا لأن لديهم أفضل لاعبي كرة قدم في البريميرليع، مثل الهداف هالاند نجم الوسط دي بروين.
لقد حول غوارديولا، أفضل لاعب خط وسط في العالم، المقصود هو دي بروين بالطبع، إلى اللاعب رقم 9 أثناء المباراة، في حين تحول اللاعب الأصلي رقم 9، أي هالاند، لاعب خط وسط.
وبالتالي يكون غوارديولا قد أطلق أخطر سلاح في السيتي، والذي نجح في قصف مرمى المدفعجية مرتين، بتمريرتين من أخطر هداف في البريميرليغ، الذي تحول إلى مزود أو معبئ السلاح في المباراة – المعركة.
لاعبو الأرسنال كانوا يستهدفون خلال المباراة مراقبة هالاند من أجل منعه من التهديف، ولكنهم لم يفطنوا للسلاح الأخطر في المباراة، فدك مرماهم بهدفين من صناعة النرويجي الفايكينغ.
بالطبع لم تكن هذه المرة الأولى التي يعمد فيها غوارديولا إلى نقل دي بروين ليكون اللاعب رقم 9 الوهمي، لكنه في هذه المباراة كان الرقم 9 في بعض الأحيان والرقم 8 في أحيان أخرى، وكان لاعب خط وسط وجناح أيمن في الوقت نفسه.
وفي المباراة المعركة، كان فريق السيتي ينتقل من تشكيل 4-2-1-3 إلى التشكيل 4-4-2، حيث تم إقران أفضل لاعبين في الهجوم، بينما يتطلع التسعة الآخرون للحصول على الكرة.
يبدو الأمر وكأنه حيلة، وهذه هي أساس الفكرة بالطبع، إنه تكتيك مضاد لغوارديولا، فالحقيقة هي أن السيتي احتاج إلى مهاجمين فقط: أرسنال كان مرعوبا من هالاند، وغير قادر على تعقب دي بروين، ناهيك عن إيقافه.
كان النرويجي كبيرا جدا وسريعا جدا ومخيفا جدا، وكان دي بروين سريعا جدا وقويا جدا.
فيما مضى، وتحديدا في العام 1990، فاز فريق مانشستر يونايتد بالثلاثية (الدوري وكأس الاتحاد والتشامبيونزليغ) ويبدو أن مانشستر سيتي غوارديولا مستعد لمحاكاته.
ووسط الحديث عن التاريخ ومآثر هالاند التهديفية، تنامت قضية دي بروين ليتم اعتباره أعظم لاعب في السيتي الممتد تاريخه على مدى 143 عاما.