لم يعرف النوم طريقه إلى عيون سكان قطاع غزة، إذ لم تتوقف أصوات الغارات الجوية وقذائف الزوارق البحرية، مستهدفة منازل وأبراجا سكنية، ومقارا حكومية ومنشآت عامة وخاصة، ومصارف، فضلا عن بنى تحتية.
قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن سلاح الجو أسقط نحو 6000 قنبلة تزن 4000 طن، مستهدفا مواقع تابعة لحركة حماس في قطاع غزة.
ومنذ أن أمر وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، بفرض “حصار كامل” على المنطقة، بما في ذلك وقف إمدادات الكهرباء والغذاء والماء والوقود، بدأت ملامح أزمة إنسانية تلقي بظلالها الثقيلة على 2.3 مليون فلسطيني في القطاع الساحلي الصغير، الذي يعاني أساساً من أزمات مركبة نتيجة سنوات الحصار الطويلة.
ويصف أحد المواطنين الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين قائلاً:”هذه حرب إبادة، الغارات الجوية تأتي من كل مكان. لم يحذّر أحد بالإخلاء، لقد فوجئنا بهذه الضربات المجنونة على المنطقة”.
ولم تعد المشافي قادرة على استيعاب الضغط الناجم عن تزايد عدد الضحايا وعدم كفاية الإمدادات الطبية. ومع شحّ الأدوية والكهرباء، تبقى عاجزة عن إجراء العديد من العمليات، ما يؤدي إلى تدهور أوضاع المرضى.
علاوة على ذلك، تم تهجير أكثر من نصف مليون من سكان القطاع، وقد لجأ الكثير منهم إلى المدارس التابعة للأونروا حيث لا تتوفر وسائل السلامة والغذاء والضروريات الأساسية بشكل كاف.